الأعراف والآية ٣٠ من سورة ق المارتين بأن آيات الصفات كهذه الآية مما لم يقطع بتفسيرها، إذ أن السلف أبقوها على ظاهرها وأطلقوا معناها عليه، وتأولها بعض الخلف وقال المتكلمون وبعض أهل الرأي أنه جل شأنه له يد لا كالأيدي ورجل لا كالأرجل وهكذا وهو مما طعن فيه كثر الخلف لشدة تنزيههم الحضرة الإلهية عن مثله، وكل ما هو من شأن البشر، ولهذا فإنّهم أوّلوا اليد بالقوة والنعمة والقدرة تحاشيًا عن ذلك).
قلت: وبعد هذا النقل من تفسير صاحب الترجمة، نخلص إلى القول بأن صاحب الترجمة ليس على منهج السلف فيما يتعلق بمسألة الأسماء والصفات على الرغم أنه ينقل أقوال السلف في بعض المواطن ولكن فيما يبدو أنه لا ينقلها على سبيل الترجيح وأنها هي الحق ويدافع عنها. ومما يؤيد اختيار مذهب أهل التأويل قوله بنفي الجهة على مذهب أهل التأويل، ونقله لكلام إمام الحرمين في مسألة المكان ورفع الأيدي إلى السماء وترجيحه له، وإقراره بضرورة التأويل عند عدم التوصل لفهم المراد من الآية وورود الدليل القاطع النقلي والعقلي بصرفها عن ظاهرها والله أعلم بالصواب.
وفاته: سنة (١٣٩٨ هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف.
من مصنفاته: كتاب في قواعد اللغة العربية و"بيان المعاني على حسب ترتيب النزول" تفسير للقرآن الكريم وغيرها.
١٧٨٥ - الطرابلسي *
اللغوي: عبد القادر بن مصطفى المغربي الطرابلسي.
ولد: سنة (١٢٨٤ هـ) أربع وثمانين ومائتين وألف.
من مشايخه: أبوه، وحسين الجسر، وبعض علماء دمشق وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ علماء دمشق:"نشأ المترجم في بيت أبيه، بيت علم ودين وعراقة في القضاء والفتيا، حفظ متون الفقه واللغة والأدب، وتلقى عن بعض المفكرين من شيوخ عصره واتصل بالشيخ جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، ونهج نهجهما في التعليم والإرشاد والإصلاح، كان همه أن يثبت أن المعرب عربي واستعماله في الكلام الفصيح لا يحط من قدر فصاحته ولا يخرج البليغ من بلاغته وكان كاتبًا مرموقًا يحرر وينقد ويدعو إلى نهضة اجتماعية شاملة على صفحات الجرائد وفي مختلف المجالات" أ. هـ.
* تراجم أعلام المعاصرين: "وللعلامة المغربي دعوة إلى المرأة وتعليمها وتحريرها فقد حمل هذا اللواء بين عام (١٩٠٦ - ١٩١١) في رسائل ومقالات طال فيها الجدل بينه وبين معارضيه
* الأعلام (٤/ ٤٧)، تراجم الأعلام المعاصرين (٢٦٣)، أعلام الأدب والفن (٢/ ١٢٠)، تاريخ علماء دمشق (٢/ ١٦٨)، أعلام دمشق (١٩١)، "تفسير جزء تبارك"- تأليف عبد القادر المغربي- المطبعة الأميرية بالقاهرة، لسنة (١٣٦٦ هـ-١٩٤٧ م).