للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٤٠٤ - ابن بَاجة *

النحوي، اللغوي: محمّد بن يحيى بن باجة (١)، الأندلسي السرقسطي، الشاعر الفيلسوف، المعروف بابن الصائغ.

من تلامذته: أَبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن الإمام، وأَبو الوليد بن رشد الحفيد وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

* تاريخ الإسلام: "منسوب إلى انحلال العقيدة وسوء المذهب وكان يعتقد أن الكواكب تدبر العالم.

وكان آية في آراء الأوائل والفلاسفة وهَمّ به المسلمون غير مرة وسعوا في قتله، وكان عارفًا بالعربية والطب وعلم الموسيقى" أ. هـ.

* قلائد العقيان: "هو رمد جفن الدين، وكمد نفوس المهتدين، اشتهر سخفًا وجنونًا، وهجر مفروضًا ومسنونًا، فما يتشرع، ولا يأخذ في غير الأباطيل، ولا يشرع، ناهيك من رجل ما تطهر من جنابة، ولا أظهر مخيل إنابة ولا استنجى من حدث، ولا أشجى فؤاده موار في جدث، ولا أقرّ بباريه ومصوره، ولا قرّ عن تباريه، في ميدان تهوره، الإساءة إليه أجدى من الإحسان، والبهيمة عنده أهدى من الإنسان، نظر في تلك التعاليم وفكّر في أجرام الأفلاك وحدود الإقاليم، ورفض كتاب الله الحكيم العليم، ونبذه وراء ظهره ثاني عطفه، وأراد إبطال ما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، واقتصر على الهيئة، وأنكر أن تكون له إلى الله عَزَّ وَجَلَّ فئة، وحكم للكواكب بالتدبير، واجترم على الله اللطيف الخبير، واجترأ عند سماع النهي والإيعاد، واستهزأ بقوله، تعالى: ({إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}. فهو يعتقد أن الزمان دَوْرٌ، وأن الإنسان نبات له نور، حِمامُهُ تَمَامُهُ، واختطافه قطافه، قد محي الإيمان من قلبه، فما له فيه رسم، ونسي الرحمن لسانه فما يمر له عليه اسم، وانتمت نفسه إلى الضلال وانتسبت، ونفت يومًا تجزى فيه كل نفس ما كسبت، فقصر عمره على طرب ولهو، واستشعر كل كبر وزهو، وأقام سوق الموسيقى، وهام بحادي القطار وسقا، فهو يعكف على سماع التلاحين، ويقف عليها كل حين، ويعلن بذلك الاعتقاد، ولا يؤمن بشيء قادنا إلى الله في أسلس مقاد، مع منشأ وخيم، ولؤم أصل وخيم، وصورة شوهها الله وقبحها، وطلعة إذا أبصرها كلب نبحها، وقذارة يؤذي البلاد نفسها، ووضارة يحكي الحدَّاد دنسها، وفند لا يعمر إلَّا كنفه ولَدَدٍ لا يقوم الصُّغَّارُ حنقه، وله نظم أجاد فيه بعض إجادة وشارف الإحسان أو


* وفيات الأعيان (٤/ ٤٢٩)، عيون الأنباء (٥١٥)، عيون التواريخ (١٢/ ٣٤٤)، مرآة الزمان (٨/ ١ / ١٧٢)، تاريخ الإسلام (وفيات ٥٣٣)، ط تدمري، السير (٢٠/ ٩٣)، المغرب في حلى المغرب (٢/ ١١٩)، الوافي (٢/ ٢٤٠)، قلائد العقيان (٩٣١)، مطمح الأنفس (٣٩٧)، نفح الطيب (٩/ ٢٤٣)، بغية الوعاة (١/ ٤٧٥)، الشذرات (٦/ ١٦٩)، الخريدة (٢/ ٢٨٣)، إيضاح المكنون (١/ ٤٨٦)، هدية العارفين (٢/ ٨٧)، روضات الجنات (٢/ ١٤٢)، الأعلام (٧/ ١٣٧)، معجم المؤلفين (١/ ٤٣٩)، كتاب "تدبير المتوحد" للمترجم له تحقيق الدكتور معن زيادة - الطبعة الأولى لسنة (١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م)، كتاب (رسائل ابن باجة في الإلهية)، حققها ماجد فخري - طبعت سنة (١٩٦٨).
(١) باجة: هي الفضة في لسان فرنج المغرب، انظر وفيات الأعيان.