مصنوعة بصنائع لم ير مثلها في عالم الحس، والقبة محبوسة في وسط الهواء، وفي داخلها شخص يتعبد، فهاله ذلك، ولم يثبت له جأش لما كان يرى من صورة مفزعة حفت بها ويسمع أصواتًا هائلة تناديه ادن منًا يا ابن البنا، فلم يقدر على الثبات إلى أن أغمي عليه، وبلغ خبره للشيخ الهزميري، فوصل إليه، ومسح على صدره ورأسه وأزال عنه ما صنعوا له من الدواء، ورجع في الحين إلى حسه، فقال الشيخ الهزميري: أما كنت ذلك الرجل الذي في القبة وأمرت أن أخبرك في ذلك المقام، ثم أنك لم تقدر وها أنا قد أمرت أن أخبرك به في عالم الحس، ثم إن الهزميري أخبره بما طلب.
ومما يحفظ له في ذلك أن السلطان أبا سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المريني سأله زمن موته فأجابه أن موته يكون عند اشتغاله ببناء موضع في قبلة تازة يقال له تازروت، فكان ما قال له حقًّا.
قال ابن شاطر: كنت قاعدًا مع ابن البنا بمراكش بدكان طبيب، فإذا برجل جاء إليه وقال له: يا سيدي إن والدي توفي، وكان متهمًا بالمال، ولم يترك لي شيئًا، وقيل لي: إن ماله مدفون بداره، فنحب خاطرك معي لوجه الله تعالى، فنظر الشيخ في نفسه برهة فقال للرجل صور لي صورة الدار في الرمل، فصور له الدار من غير أن يدع منها شيئًا، ثم أمره أن يزيل صورتها فأزلها، فأمره بإعادتها ثانيًا ففعل، فأمره بزوال الصورة وبإعادتها ثالثًا وقال له إن مالك في هذا الموضع منها، فانصرف الرجل وبحث في الموضع فوجد به المال كما ذكر رحمة الله تعالى عليه. وأخباره في هذا المعنى كثيرة فلا نطيل بذكرها" أ. هـ.
• معجم المؤلفين: "عالم مشارك في كثير من العلوم، كان غزير الإنتاج في العلوم الرياضية، إذ ألف ما يقرب من سبعين رسالة وكتابًا في الجبر والهندسة والحساب والفلك وغيرها" أ. هـ.
• الموسوعة العربية: "لمع في الرياضة والفلك ... بقي كتابه (تفصيص أعمال الحساب) معمولًا به في المغرب حتى نهاية القرن (١٦) شرحه كثيرون من العلماء الغرب" أ. هـ.
وفاته: سنة (٧٢١ هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة.
من مصنفاته: "تفسير الباء من البسملة"، و"حاشية على الكشاف"، و"عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل"، وجزء صغير على سورتي الكوثر والعصر وغير ذلك.
٥١٠ - الحرّاني الحنبلي *
المقرئ: أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو العباس الحرَّاني الحنبلي.
ولد: سنة (٦٥٠ هـ) تقريبًا، وقيل (٦٤٨ هـ) خمسين، وقيل ثمان وأربعين وستمائة.
من مشايخه: الزواوي، والفاضلي، والفاروثي وغيرهم.
من تلامذته: ابن المبيض، وأحمد بن نحلة سبط السلعوس وغيرهما.
* معرفة القراء (٢/ ٧٤٧)، غاية النهاية (١/ ١٠٧)، الدرر الكامنة (١/ ٢٧١)، درة الحجال (١/ ٣٩).