هو التصديق وما طلبه إبراهيم - عليه السلام - اطمئنان لإيمانه وهو أمر تكميل، وهذا هو قول الأشعرية فهو يميل إليه وأيضًا في إيمان السحرة، وليس كما ادعاه صاحب"البرهان" وهو في ذلك قد تعدى، ولم يذكر خطأ الشيخ الشعراوي في منهج الإيمان، وإنما جعلها على غير منحاها الصحيح.
ولهذا وغيره لم نذكر ردود مثل هذه الكتب؛ لفقدان المنهج العلمي، وجعل التنقص من شخص العالم أو الشيخ كالشعراوي وغيره أصلًا إلى جانب الضعف في إيراد النصوص التي أخطأ فيها ذلك المردود عليه، وجعلها ضمن ما يراه صاحب الرد لا على أصول العلم وضوابطه.
إذن مما نقلناه سابقًا من تفسير الشيخ الشعراوي لآيات القرآن الكريم يتضح معتقده على مذهب الأشاعرة وعلم الكلام والفلسفة والقول بالرأي في بعضه واعتماده على العقل دون النقل، وهناك بعض الآيات تدلّ على تصوفه ومن الجدير بالملاحظة أنه رغم قوله في بعض آيات الصفات عند تفسيره لها: بأن يذكر الأمثلة المعاصرة وغيرها بدون تأويل ولا تشبيه ولكن هو في بعضها يؤول ويشبه في غير موضع التأويل والتشبيه، رغم تنزيهه لذلك قبل قوله، وذكره قول الله تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ولكنه يؤول ولعل ما ذكرناه يكفي لتوجيه القول، وفي تفسيره الكثير مما ذكرنا آنفًا، فإلى الاستزادة فليراجع ..
والله الموفق لخير السبيل وهو أعلم بالصواب.
وفاته: سنة (١٤١٩ هـ) تسع عشرة وأربعمائة وألف.
من مصنفاته: له "تفسير القرآن".
٣٢٦٢ - التُّرمُسِي *
المقرئ: محمد بن محفوظ بن عبد الله بن عبد المنان الترمسي.
من مشايخه: أبو بكر بن محمّد شطا المكي، ومحمد أمين بن أحمد المدني وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• الأعلام: "فقيه شافعي، من القراء، له إشتغال بالحديث" أ. هـ.
• قلت: في افتتاحية مقدمة كتابه (منهج ذوي النظر) سأل الله بجاه نبيه - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "وأسأل الله الكريم، بجاه النبي الرؤوف الرحيم، أن يوفقني لإتمام مع الصواب وأن يجعله خالصًا لوجهه، ونافعًا لأولي الألباب أمين".
قلت: وأنه عند شرحه للبيت:
لله حمدي وإليه أستند ... وما ينوبُ فعليه أعتمد
قال: وإليه لا إلى غيره (أستند) في إتمامها فإنه لا يخيب من أستند إليه وما ينوبني: أي يصيبني فعليه وحده أعتمد فإنه لا يرد من إعتمد عليه .. " أ. هـ.
وهذا كلامه ينافي ما بدأ به من الإستغاثة والإستعانة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في بدأ كلام؛ لأجل إتمامه شرحه في كتابه هذا، وذلك تخبط الصوفية ومنهجهم في الإستغاثة والإستعانة بغير الله تعالى
*الأعلام (٧/ ١٩)، وكتابه"منهج ذوي النظر"ط. (٣)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، لسنة (١٣٧٤ هـ-١٩٥٥ م).