للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من مصنفاته: "نور الإيمان في تفسير القرآن"، و"شرح حكم ابن عطاء الله السكندري" في مجلدين، و"الشرح المختصر الأسنى لأسماء الله الحسنى" وغيرها.

٣٥٦٠ - بُستان *

المفسر: مصطفى بن محمد عليّ الأيديني التيروي الرومي، المعروف ببستان أفندي، مصلح الدين.

ولد: (٩٠٤ هـ) أربع وتسعمائة.

من مشايخه: المولى ابن كمال باشا زاده، ومحيي الدين الفناري، والمولى شجاع وغيرهم.

من تلامذته: ابن لالي بالي وغيره.

كلام العلماء فيه

• العقد المنظوم: "كان رحمه الله من أكابر العلماء والفحول الفضلاء تنشرح النفوس بروائه، ويضرب المثل بذكائه يغبطه النّاس على نقاء قريحته وسرعة بديهته، ألمعيًا فطنًا لبيبًا لوذعيًا فذًا أديبًا، وكان إذا باحث أقام للإعجاز برهانًا وأصمت البابا وأذهانًا، وكانت المشاهير من كبار التفاسير مركوزة في صحيفة خاطره كأنها موضوعة لدى ناظره، وأما العلوم العقلية فهو ابن بجدتها وآخذ بناصيتها وقد كتب حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام، وعلق حواشي على مواضع أخر إلا أنه لم يتيسر له التبييض والإتمام؛ بسبب أنه سلك مسلك الزهد والصلاح واتسم بسمة أصحاب الفوز والفلاح، وكان جامعًا بين العلم والتقوى متمسكًا من حبال الشريعة بالسبب الأقوى، وكان يحفظ القرآن الكريم ويختم في صلواته في كل أسبوع مرة، وقال يومًا إني منذ خمسين سنة لم يتفق لي قضاء صلاة الصبح فكيف غيرها، وكان رحمه الله يقول: لا بد أني أموت في انقضاء رمضان وأدفن ليلة القدر وكان الأمر كما قال وكان مشايخ زمانه يقولون إنه كمل الطريقة الصوفية، وكان المرحوم الوالد بالي ابن محمّد شريكا له في زمن اشتغاله وصار ملازمًا من المولى كمال باشا زاده في القضية الواقعة بين المولى المزبور وبين جوي زاده وخلاصة ذلك الخبر أنه لما فتح إحدى المدارس الثمان امتحن المولى محيي الدين الفناري والمولى القادري والمولى جوي زاده والمولى إسرافيل زاده والمولى إسحاق، ووقع الامتحان من كتب الهداية والتلويح والمواقف فطالعوا فيها وحرروا رسائل وكان المولى كمال باشا زاده يومئذ مفتيًا بدار السلطنة، وقد كان كتب قبل هذا كتابًا في أصول الفقه وسماه تغيير التنقيح فاتفق أن له في محل الامتحان من ذلك الكتاب ردًّا على صاحب التنقيح، فلما وقف عليه المولى جوي زاده نقله في رسالته بلفظ قيل، وأجاب عنه فلما تم الامتحان وتقرر رجحان المولى جوي زاده سعى بعض أعدائه إلى المفتي المزبور بأنه كتب كلامك في رسالته بتخفيف وتنقيص فغضب المفتي وشكا إلى السلطان، فأمر محبسه وتسلية المفتي فأرسل إليه من يتعرف ذلك فقال المفتي لا أتسلى بدون قتله فعزم السلطان على أن يقتله في البحر إلا أنه لم يسارع فيه؛ لما أنه كان يسمع في


* العقد المنظوم (٣٩٥)، الشذرات (١٠/ ٥٦٣)، هدية العارفين (٢/ ٤٣٥)، كشف الظنون (١/ ١١٩ و ٤٥٠)، الأعلام (٧/ ٢٤٠).