"وعلى الجملة فمجموع هذا الكتاب مشتمل على نبذة يسيرة من محاسن السادات الأحباب المقربين إلى تلك الحضرة، الذين لو أقسم أحدهم على الله لأبره، ومن هذا الإبرار المذكور الذي هو عنهم مشهور وعدده غير محصور" أ. هـ.
* ثم ننقل من كتاب "مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية" ما نصه: "قال النبهاني: قال عبد الله اليافعي الغوث: روى عن بعض الكبار أنه طلب منه بعض الناس أن يدعو له الله تعالى أن يرزقه ولدًا ذكرًا فقال: إن أحببت ذلك فسلم للفقراء مائة دينار فسلم إليه ذلك ثم جاء بعد ذلك بمدة وقال له: يا سيدي وعدتني بولد ذكر وما وضعت امرأتي إلا أنثى فقال له الشيخ: الدنانير التي سلمتها ناقصة فقال: يا سيدي ما هي ناقصة إلا شيئًا يسيرًا فقال له الشيخ: ونحن أيضًا ما أنقصناك إلا شيئًا يسيرًا فإن أحببت أن نوفي لك فأوف لنا فقال: نعم يا سيدي ثم ذهب وعاد إليه بتوفية ذلك النقصان فقال له الشيخ: اذهب فقد أوفيناك كما أوفيت فرجع إلى منزله فوجد غلامًا بقدرة الله تعالى وإكرامًا لأوليائه عز وجل" أ. هـ.
* قلت: ومما تقدم نعلم، عقيدته الصوفية التي تميل إلى الإنحرافات وميله إلى الإلتزام بطريق شيخه وطريقة المتكلمين وله مصنفات أخرى اطلعنا عليها ككتاب:"الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله تعالى .. " ويشمل على عشرة أبواب، في مدح الصالحين ورباطهم وأقوالهم ومعاملاتهم وذكر ما ورد من الأذكار، وفي مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وغير ذلك مثل ما تقدم مع إيراد الأشعار والقصائد فيه ... ولولا التطويل وما أوردناه -وهو يكفي لبيان أمر المترجم له- لأوردت أكثر من ذلك، وما عرضناه يكفي والله المستعان، وما كان ما ذكرناه إلا نبين مقتطفات من كتبه لإعلام القارئ الكريم، ومعرفة عقيدته، وأسلوب علمه، في عرض الأحكام والأمور الشرعية، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفاته: سنة (٧٦٨ هـ) ثمان وستين وسبعمائة.
من مصنفاته: قصيدة مشتملة على قريب من عشرين علمًا إلا أن بعضها متداخل، كالتصريف مع النحو، والقوافي مع العروض، وله "مرهم العلل المعضلة" في أصول الدين، و"الإرشاد والتطريز" في التصوف.
١٨٣٩ - النهمي *
النحوي، المفسر: عبد الله بن إسماعيل بن حسن بن هادي النهمي الصغاني.
ولد: سنة (١١٥٠ هـ) خمسين ومائة وألف.
من تلامذته: الشوكاني وغيره.
كلام العلماء فيه:
* نيل الوطر:"برع في النحو والصرف وحقق في المنطق والمعاني والبيان والأصول وشارك في الفقه والحديث والتفسير ... وكانت له عناية تامة بتخريجهم والمواظبة على التدريس وجلب الفوائد للطلبة" أ. هـ.