للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المقدس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب.

وفاته: سنة (١٥١ هـ)، وقيل (١٥٢ هـ)، وقيل (١٥٣ هـ)، قيل إحدى وقيل اثنتين وقيل ثلاث وخمسين ومائة.

٦٩ - إبراهيم الحَيْدَري *

المفسر: إبراهيم بن صبغة الله بن أسعد الحيدري، فصيح الدين، ويقال له إبراهيم فصيح. ولد: سنة (١٢٣٥ هـ) خمس وثلاثين ومائتين وألف.

كلام العلماء فيه:

• قال محقق كتاب "النكت": "فقيه وأديب بغدادي المولد والمنشأ والوفاة، كردي الأصل، ينتمى إلى الأسرة الحيدرية، وهي أسرة خرجت كثيرًا من العلماء والسادة، وقد تكلم عنها المحامي عباس العزاوي رحمه الله في كتابه "العراق بين احتلالين" (٣/ ٣٣١): هم كراد، وأرى مكانتهم العلمية فوق النسبة انتهى.

تولى إبراهيم نيابة القضاء في بغداد ثم سافر إلى إستانبول، وبقي فيها مدة طويلة، تقلد فيها مناصب جليلة، وذلك إبان حكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله إلى أن سعى بعض الوشاة في تنكيله فرفع عنه منصبه وأعيد إلى بغداد، وبقي فيها منشغلًا بالتأليف والكتابة.

وقد ألف كُتبًا كثيرة في فنون شتى، وقد جمع رحمه الله في مكتبته كتبًا نادرة، أوقفها قبيل وفاته في (التكية الخالدية)، وتدعى اليوم بحامع الإحساني.

والشيخ أشعري العقيدة، شافعي المذهب، معتدل في آرائه عن علماء ذلك القرن، وهذا يبدو جليًا في موقفه من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يبدو. ذلك في كتابه (عنوان الجد).

وفي كتابه "النكت الشنيعة" قال في النكتة الأولى: "إن الله تعالى قد حكم بأن جميع أفعال العباد من خير وشر مخلوقة له تعالى، واقعة بإرادته وقدرته عَزَّ وَجَلَّ، لقوله: {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: ٩٦]، وقوله: {إِنَّا كُلْ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩]، وقوله: {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلَّ شَيءِ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَةَارُ} [الرعد: ١٦]، وقوله: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ} [الحشر: ٢٤]، وقوله: {لَا إِلَهَ إلا هُوَ خَالِقُ كُلَّ شَيءٍ فَاعْبُدُوهُ} [الأنعام: ١٠٢]، وقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيِمَانَ} [المجادلة: ٢٢]، قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: ٤٣]، وقوله: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: ٢٢]، وقوله: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إلا اللهُ} [النحل: ٧٩]، قوله: {وَمَا رَمَيتَ إِذْ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: ١٧]، وقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النساء: ٧٨]، وغير ذلك من الآيات.


* معجم المفسرين (١/ ١٤)، الأعلام (١/ ٤٤)، أعيان القرن الثالث عشر (٢٤٨) معجم المؤلفين (١/ ٥١)، معجم المؤلفين العراقيين (١/ ٥١). المسك الأذفر (١٤٧) كتاب "النكت الشنيعة" تحقيق عبد العزيز بن صالح المحمود.