أن يقول إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شيء هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلّم موسى تكليمًا، واتخذ إبراهيم خليلًا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول له تأويل يخالف ذلك أ. هـ.
ثم بين ما يخالف ذلك من الباطل فقال: والباطل والضلال أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي والله أعلم أ. هـ.
وقال أيضًا مؤكدًا على ما سبق من اعتقاد: آمنت بالذي يقول: إني أنا الله، وبأن موسى كليمه سمع هذا منه، ولكني لا أدري كيف تكلم الله أ. هـ.
والأكمل في حق الباري عزَّ وجلَّ من تعظيم وتنزيهه، هو الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، ولزوم مذهب السلف في هذه الأمور، فأشار بقوله: الأكمل في التعظيم والتنزيه الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، وهذا هو مذهب السلف رضي الله عنهم" أ. هـ.
قلت: ترجمته طويلة ومناقبه كثيرة ومؤلفاته وافرة وكلام العلماء عنه كثير، فهو إمام من أئمة الدنيا، وهو إمام الجرح والتعديل وهو سلفي العقيدة، وكتبه شاهدة عليه بذلك فلا داعي للإطالة في ترجمته.
وفاته: سنة (٧٤٨ هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة.
من مصنفاته: "معرفة القراء الكبار" و "سير أعلام النبلاء" و"تاريخ الإسلام" وغيرها كثير.
٢٧٢٤ - ابن اللبّان *
النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي شمس الدين الدمشقي، المعروف بابن اللبان، أبو عبد الله.
ولد: سنة (٦٧٩١ هـ) تسع وسبعين وستمائة، وقيل: (٦٨٥ هـ) خمس وثمانين وستمائة.
من مشايخه: أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن القوّاس، والشرف الدمياطي وغيرهما.
من تلامذته: شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي وغيره.
كلام العلماء فيه:
• المقفى: "سلك على يد الشيخ ياقوت من أصحاب أبي العباس المرسي صاحب أبي الحسن الشاذلي، فأنكرت عليه أشياء تكلم بها وكتب عليه محضر ... وما زالوا به حتى فوّض أمره لقاضي القضاة جلال الدين محمّد القزويني الشافعي، فاستتابه ومُنع هو وعدة من الوعاظ أن يتحدثوا على الناس ... وأخرج ناصر الدين بن فار السقوفي محتسب مصر من سكنه بالشافعي وألزمه بالأجر مدة سكنه فرتّب على ابن اللبان
* مرآة الجنان (٤/ ٣٣٣)، تذكرة الحفاظ (١٢١)، طبقات الشافعية للسبكي (٩/ ٩٤)، طبقات الشافعية للإسنوي (٢/ ٣٧٠)، المقفى (٥/ ٢١٤)، الدرر (٣/ ٤٢٠)، ذيول العبر (٢٧١)، الوافي (٢/ ١٦٨)، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ٨٠)، الشذرات (٨/ ٢٧٩)، الأعلام (٥/ ٣٢٧)، معجم المؤلفين (٣/ ٧٨)، أعلام الفكر في دمشق (٣٠٥).