للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عبد الله، التركماني الدمشقي شمس الدين الذهبي الشافعي.

ولد: سنة (٦٧٣ هـ) ثلاث وسبعين وستمائة.

من مشايخه: أبو زكريا بن الصيرفي، وابن أبي الخير، والقطب بن عصرون وغيرهم.

من تلامذته: السبكي، وابن عبد الهادي وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

• طبقات الشافعية للسبكي: "شيخنا وأستاذنا الإمام الحافظ ... مُحدث العصر".

ثم قال: "سمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر ولا يدبر إذا أقبلت الليالي.

وأقام بدمشق يُرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بنى أكنافها كنف لأهليها وشرف تفتخر وتُزهى به الدنيا وما فيها، طورًا تراها ضاحكة عن تبسم أزهارها، وقهقة غُدرانها، وقارة تلبس ثوب الوقار والفخار، بما اشتملت عليها من إمامها المعدود من سكانها.

وكان شيخنا -القول للسبكي- والحق أحق ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو سبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة، كثير الإزراء بأهل السنة (١)، الذين إذا حضروا كان أبو الحسن الأشعري منهم مُقدم القافلة، فلذلك لا ينصفهم في التراجم، ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم" أ. هـ.

• قال صاحب"البدر الطالع" ردًّا على السبكي على هذه المقالة وغيرها: "قد أكثر التشنيع عليه تلميذه السبكي وذكر في مواضع من طبقاته للشافعية ولم يأت بطائل بل غاية ما قاله أنه كان إذا ترجم الظاهرية والحنابلة أطال في تقريظهم وإذا ترجم غيرهم من شافعي أو حنفي لم يستوف ما يستحقه وعندي أن هذا كما قال الأول:

وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

فإن الرجل قد ملئ حبًا للحديث وغلب عليه فصار الناس عنده هم أهله وأكثر محققيهم وأكابرهم هم من كان يطيل الثناء عليه إلا من غلب عليه التقليد وقطع عمره في اشتغال بما لا يفيد. ومن جملة ما قاله السبكي في صاحب الترجمة أنه كان إذا أخذ القلم غضب حتى لا يدري ما يقول وهذا باطل فمصنفاته تشهد بخلاف هذه المقالة وغالبها الإنصاف والذب عن الأفاضل وإذا جرى قلمه بالوقيعة في أحد فإن لم يكن من معاصريه فهو إنما روى ذلك عن غيره وإن كان من معاصريه فالغالب أنه لا يفعل ذلك إلا مع من يستحقه كان وقع ما يخالف ذلك نادرًا فهذا شأن البشر وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم، والأهوية تختلف والمقاصد تتباين وربك الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون" أ. هـ.

• قلت: قال صاحب رسالة الماجستير "القيم التربوية .. " ناقلًا عن الإمام الذهبي (ص ١٩): "وقد ذكر الإمام الذهبي ما يجب أن يكون عليه اعتقاد المسلم في الأسماء والصفات فقال: فالحق


(١) هكذا يسمي السبكي الأشعرية بأنهم أهل السنة.