للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - أبان بن عثمان اللَّخمي *

اللغوي، المفسر، المقرئ: أبان بن عثمان بن سعيد اللَّخمي، الشَّذوني أبو الوليد.

من مشايخه: سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

* البغية: "كان نحويًا لغويًّا جيد الاستنباط بصيرًا بالحجة وكان ينسب إلى اعتقاد ابن مسرة" (١) أ. هـ.

* معجم الفلاسفة: "كان أبوه عبد الله شغوفا بالنظر اللاهوتي، وقد تردد في المشرق على حلقات المعتزلة والباطنية، ولم يكن ابنه تجاوز السابعة عشرة حينما التف من حوله رهط من التلاميذ. وقد اختلى معهم في صومعة فِي أرباض قرطبة. وحامت من حوله الشبهات. ورمي بتهمة الإلحاد، فآثر أن يهاجر مع اثنين من تلاميذه الأثيرين. وارتحل إلى مكة والمدينة، واتصل بالمدارس الشرقية. ولم يعد إلى الأندلس إلا في عهد عبد الرحمن الثالث. ولكنه بات يلتزم الحذر، ولم يطلع إلا حفنة ضئيلة من الأتباع على مذاهبه التي أعطاها صورة رموز. وقد وضع فلسفة بكاملها وطريقة للحياة الروحية. ولكننا لا نعرف مع الأسف عناوين كتبه أو عددها. ويمكن أن نذكر له اثنين فقط: كتاب "التبصرة" وكتاب "الحروف"، ويتضمن ما عرف بالجبر الروحي. وكانت كتبه تتداول من يد إلى يد، وتخفى عن الفقهاء. ومات المعلم، محاطا بتلاميذه، عن أقل من خمسين سنة عام (٣١٩ هـ / ٩٣١ م).

تجمع مذاهبه بالإجمال بين الإفلاطونية المحدثة والغنوصية، وتعزو نفسها إلى (الحكيم انباذوقلس) وتقول بوجود مادة روحانية تشترك فيها جميع الكائنات عدا الذات الإلهية، وكانت مدرسة ابن مسرة أول فرقة صوفية تأسست في الأندلس. وقد أخذت بباطنية صارمة، ويتنظيم هرمي سري. وكان من أبرز من تأثروا بالمذهب المسري ابن عربي.

كان يبدو لسامعيه العاديين صوفيًا برئ نطقه وكلامه من أي دليل على زيغ العقيدة، ولكنه كان في الباطن، بين حلقة تلاميذه المقربين. أستاذًا للحقيقة التي لا تقبل المصانعة. كانوا يرون في كلامه معنى خفيفًا عميقًا لا يفهمه إلا الصفوة المنتخبون. وهو أول من قدم للغرب الإستعمال الغامض الملتبس للكلمات الاعتيادية عمدا وتقصدًا" أ. هـ.

وفاته: سنة (٣٧٦ هـ)، وقيل (٣٧٧ هـ) ست وقيل سبع وسبعين وثلاثمائة.


* تاريخ العلماء والرواة لابن الفرضي (١/ ٣١ - ٣٢)، معجم البلدان (٣/ ٣٢٩)، تاريخ الإسلام (وفيات ٣٧٦) ط. تدمري، البغية (١/ ٤٠٥) الموسوعة الفلسفية (٢٢)، معجم الفلاسفة (٣٠) تأليف جورج طرابيشي -دار الطليعة- بيروت.
(١) ابن مسرة المولود سنة (٢٦٩ هـ) والمتوفي سنة (٣١٩ هـ). بدأ يعلم في السابعة عشرة، واعتزل وتلاميذه في صومعة بجبال قرطبة ومات بها، وكان فيلسوفًا متصوفًا، ويقوم مذهبه على فلسفة أمباد وقليس ويقول بنظرية الفيض الترابي للجواهر الخمسة، المادة الأولى والعقل والنفس، والطبيعة والمادة الثانية والمادة الأولى هي الواحد البسيط الذي لا يحده وصف، ولكنه مادة مدركة، وإن كانت مغايرة لمادة عالمنا وسابقة عليها. انظر "الموسوعة الفلسفية"، تأليف عبد المنعم الحفنى (ص ٢٢) -طبعة دار ابن زيدون- بيروت.