وقد لزم في وقت صحبة العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ منه وحط عليه، وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلًا لكتبه وفوائده ونفسه، كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن بن العطار وسبح وما رأيته يتكلم فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له [ويختم له] بالخير ولنا آمين" أ. هـ.
* قال محقق السير الدكتور علوش: "ما بين حاصرتين تعذرت قراءته على المخطوط وما أثبتناه من "الدرر الكامنة" و"الوافي بالوفيات" نقلًا عن "السير": "ما رأيت أحدًا في الرواية أحفظ منه وكان في شيبته صحب العفيف التلمساني فلما تبين له ضلاله هجره، قال: وكان يترخص في الأداء من غير الأصل ويصلح من حفظه ويسامح في دمج القارى ولغط السامعين ويعتمد في ذلك الإجازة وكان يتمثل بقول ابن منده يكفيك من الحديث شمه، وأوذي مرة في سنة (٧٠٥ هـ) بسبب ابن تيمية؛ لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري، وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض، وقالوا: نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب وهو الأفرم بأن ينادي بأن من يتكلم في العقائد يقتل" أ. هـ.
* الدرر:"قال ابن سيد الناس: أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم معتمدًا آثار السلف الصالح مجتهدًا فيما نيط به في حفظ السنة ... قال: ولم أرَ بعد أبي حيان مثله في العربية خصوصًا التصريف".
ثم قال: الدرر: "قال الذهبي: ... تفقه للشافعي مدة وعني باللغة فبرع فيها وأتقن النحو والصرف ... محبًا للآثار معظمًا لطريقة السلف جيد المعتقد" أ. هـ.
* الأعلام:"قال ابن ناصر الدين: قال الحافظ الذهبي: أحفظ من رأيت أربعة: ابن دقيق العيد، والدمياطي، وابن تيمية، والمزي. فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث والدمياطي أعرفهم بالأنساب وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال" أ. هـ.
وفاته: سنة (٧٤٢ هـ) اثنتين وأربعين وسبعمائة.
من مصنفاته:"تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" في الحديث ثماني مجلدات وغيرهما.
٣٨٢٦ - الشَّحَّام *
المفسر: يوسف بن عبد الله الشحام، أبو يعقوب.
من مشايخه: أبو الهذيل وغيره.
من تلامذته: أبو علي الجبائي وغيره.
* لسان الميزان (٦/ ٤٢٠)، فضل الاعتزال (٢٨٠)، الأعلام (٨/ ٢٣٩)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.