للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الاعتقادية وجعلها في خمسة فصول: التوحيد، والعدل، والإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتكلم عن قول الإمام زيد بن عليّ في كل واحدةٍ من تلك المعتقدات منها: أنه يقول إن كلام الله غير مخلوق، وإنه نفى التشبيه عن الله عز وجل والتجسيم، وأما ما قاله المعتزلة في خلق أفعال العباد فإن الإمام زيدًا اعتبر الإنسان حرًّا مختارًا في طاعته وعصيانه، وأن المعصية ليست قهرًا على الله تعالى، وفي هذا خلاف رأي المعتزلة.

وخالف الإمام زيد المعتزلة في الإيمان وقال بما قال السلف: الإيمان يزداد وينقص، قال المؤلف: "مع أنه لم يرد عنه -أي الإمام زيد بن علي- نص صريح في ذلك، إلا أنه كان يعد كما قدمنا من قبل من سلف أهل السنة، ورأي جمهور أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص".

أما فيما يتعلق بالخلود في النار لمرتكب الكبيرة، فلم يقل الإمام زيد بن عليّ بذلك، وكان القول بخلوده في النار من جملة القول بوجوب الوعد والوعيد أو من لوازمه فكيف يقال إن زيدًا وافق المعتزلة في القول بالوعد والوعيد! هذا ما لم يقله زيد بن علي.

وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد تكلم شريف الشيخ صالح حول هذا الموضوع وما كانت من فتنة خروج الإمام زيد على الخليفة في وقته وأنه -أي الإمام زيد- لم يخرج كما تقول الخوارج: في أن ما رآه دينًا ليس بدين، فإنهم يعتقدون رأيًا هو خطأ وبدعة ويقاتلون النَّاس عليه بل يكفرون مخالفيهم ... وهذا القول لم يكن عند الإمام زيد وإنما خرج -كما قال الذهبي رحمه الله- متأولًا، كما في وقعة الجمل وصفين والحرة وغيرها، لظنه أن بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة فلا يحصل بالقتال ذلك وتعظم المفسدة عندها، أن الإمام زيدًا أراد مصلحة المسلمين ولكن لم يقدر الله ذلك، وحصلت الفتنة وقتل شهيدًا، وهو لم يخرج داعيًا إلى معتقد باطل ولا إلى بدعة من بدع المعتزلة، وإنما خرج غضبًا لله، ولترك السلطان العمل بالكتاب والسنة وانتشار البدع مع العلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن الخروج على السلطان الجائر لم يكن مبدأ أو أصلًا من أصول المعتزلة من أول الأمر في زمن واصل بن عطاء. إذن لم يخرج الإمام زيد بن عليّ إلا مجتهدًا في النصوص، وخرج لإعادة الحق ...

هذا ما اختصرناه من كتاب شريف الشيخ صالح ومن أراد المزيد فليراجع الكتاب ... والله ولي التوفيق.

وفاته: سنة (١٢٢ هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: (١٢٠ هـ) عشرين ومائة، وقيل غير ذلك.

من مصنفاته: تفسير غريب القرآن.

١٢٨٤ - العجلي الكوفي *

المقرئ: زيد بن عليّ بن أحمد بن محمَّد بن


* تاريخ بغداد (٨/ ٤٤٩)، تاريخ الإسلام (وفيات ٣٥٨) ط. تدمري، معرفة القراء (١/ ٣١٤)، غاية النهاية (١/ ٢٩٨)، الشذرات (٤/ ٣٠٥).