للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، إذا كان في سفر فزالت الشمس، صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل)، فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر، فقد رواه مسلم في "صحيحه" عَنْ عمرو الناقد، عَنْ شبابة، ولفظه: (إذا كان في سفر وأراد الجمع، أخر الظهر، حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما). تابعه الحسن بن محمَّد الزعفراني، عَنْ شبابة، وقد اتفقا عليه في "الصحيحين" من حديث عقيل عَنْ ابن شهاب، عَنْ أنس. ولفظه: (إذا عجل به السير، أخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما).

ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ، يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلا عَنْ حفظه، جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث. فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثًا لما حط ذلك رتبته عَنْ الاحتجاج به أبدًا، بل كون إسحاق تتبع حديثه، فلم يوجد له خطأ قط سوى حديثين، يدل على أنه أحفظ أهل زمانه" أ. هـ.

وفاته: سنة (٢٣٨ هـ) ثمان وثلاثين ومائتين.

من مصنفاته: كتاب "السنن" في الفقه، و"المسند"، و"التفسير" وهو مفقود وغير ذلك.

٦٦٤ - الفارابي *

النحوي، اللغوي: إسحاق بن إبراهيم بن الحسين الفارابي، أبو إبراهيم، وهو خال الجوهري صاحب الصحاح.

كلام العلماء فيه:

* الأنساب: "كان من أهل اللغة واشتهر تصنيفه في الآفاق" أ. هـ.

* تاريخ الإسلام: "وهو خال أبي نصر الجوهري صاحب (الصحاح) وهما تركيان، قاما بضبط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العرباء" أ. هـ.

* معجم الأدباء: وكان قد سافر إلى هناك وأقام، ... ، وطوح به الزمان المنتاب إلى أرض اليمن (١)، وسكن زبيد وبها صنف كتابه "ديوان الأدب" ومات قبل أن يروى عنه، وكان أهل زبيد قد عزموا على قراءته عليه، فحالت المنية دون ذلك ... " أ. هـ.

قلت: وهو ليس بالفارابي الفيلسوف، مع أن


* معجم الأدباء (٢/ ٦١٨)، إنباه الرواة (١/ ٥٢)، ذكره عرضًا في ترجمة المعري، الوافي (٨/ ٣٩٧)، بغية الوعاة (١/ ٤٣٧)، الأعلام (١/ ٢٩٣)، تاريخ الإسلام (المتوفون في عشر السبعين وثلاثمائة (تقريبًا لا يقينًا)، الأنساب (٤/ ٣٣١)، اللباب (٢/ ١٨٨) -ط تدمري- معجم المؤلفين (١/ ٣٣٨)، مفتاح السعادة (١/ ١١٠)، كشف الظنون (١/ ٤٨، ٧٧٤)، إيضاح المكنون (١/ ٢٠٤).
(١) قال محققو كتاب "ديوان الأدب": "نحن نشك في صحة هذه الرواية -الرواية الي ذكرها ياقوت وغيره عَنْ رحلته- لبعض الأسباب منها الروايات التي ذكرها ياقوت، والقاطعة بوجود هذا الكتاب في (فاراب)، وبسماعه عَنْ الفارابي قبل وفاته، وإن هذه الروايات تحدد وفاته بسنة (٤٥٠ هـ)، وهذا غير صحيح، فالعلماء مجمعون على أنه مات في القرن الرابع، وقد نفى القفطي (الابن) دخول الفارابي اليمن، وعند ذلك من خلط اليمنيين، وذكر رواية تفسر لنا سر هذا الوهم والتخليط في إنبائه مع أن "ديوان الأدب" لم يكن متداولًا بين اليمنيين معروفًا عندهم، مع أن هناك دليلًا آخر ينفي دخوله اليمن ومقامه بزبيد، وهو أننا استوعبت كل ما تحت من مراجع في تاريخ اليمن وزبيد بوجه خاص، واهتممنا بكتب التراجم على الأخص، فلم نجد فيها للفارابي ذكرًا، ومعنى هذا كله أن الفارابي لم ينتقل إلى اليمن، ولم يؤلف كتابه في زبيد" أ. هـ. مختصرًا.