للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف. وهذا مخالف لما ذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسير السلف.

٣ - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق.

(د) في نواقض التوحيد:

١ - أجاز تحري الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين باعتبارها أماكن مباركة يستجاب الدعاء فيها، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في الأموات.

٢ - جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله.

(هـ) في النبوات:

يرى التوقف في مسألة التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

هذا وقد سلك الشوكاني رحمه الله تعالى طريقة السلف في الاستدلال لكل مسألة من مسائل العقيدة التي أثبتها، فيقدم الأدلة النقلية على العقلية، ويقدم المعنى الظاهر من النصوص على معنى المجاز منها، كما في كتابه التحف، إلا في مسألة المعية كما تقدم إيضاحه في فقرة سابقة، وكذلك في تفسيره لمسألة الاستواء وغيرها من الصفات التي أثبتها في تفسيره ولم يؤولها. أما ما يظهر في كتبه من اضطراب وتناقض في هذا الباب وغيره وخالف فيه السلف أهل السنة فيمكن الاعتذار عنه بأنه نشأ وترعرع في بيئة زيدية، وكانت دراسته داخلها ولم يخرج منها، فلعل الظروف المحيطة بهذه البيئة لم تتهيأ له كثيرًا للاطلاع على كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة.

هذا وقد أخطأ الشوكاني فيما أخطأ، ولا ندعي له العصمة، ولا نقول عنه إلا أنه من البشر، والبشر يخطئون ويصيبون، وكما قال هو نفسه: "إن الخطأ شأن البشر، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، والأهوية تختلف، والمقاصد تتباين، وربك يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون" أ. هـ.

قلت: من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب "منهج الإمام الشوكاني في العقيدة"، وإلى كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" -فيما يتعلق بعقيدته في الأسماء والصفات- والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وفاته: سنة (١٢٥٠ هـ) خمسين ومائتين وألف.

من مصنفاته: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"، و"إتحاف الأكابر"، و"فتح القدير" في التفسير، و"الدر النضيد في إخلاص أهل التوحيد".

٣١٩٨ - ابن وَحِيش *

اللغوي: محمّد بن عليّ وحيش الصنعاني.

من مشايخه: القاضي أحمد بن عبد الرحمن المجاهد وغيره.


* نيل الوطر (٢/ ٣٠٣).