للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يستغني عنها في كل موضع على من يتوهم من لا دربة له بهذه الصناعة ... وأما القيام الذي وصف الله به نفسه في هذه الآية فليس يراد به المثول والانتصاب لأن هذا من صفة الأجسام تعالى الله عن ذلك، وإنما المراد بالقيام هنا، القيام بالأمور والمحافظة عليها".

يرى ابن السيد أن الصفات نوعان:

١ - نوع يقصد به إزالة الإشتراك بين موصوفين متشابهين فنعطي لموصوف صفة يختلف فيها عن الأخر.

٢ - نوع لا يقصد به إزالة الإشتراك ولكن المدح أو الذم، والمخاطب غني عن أن يوصف له المذكور كقولنا (تقابلت مع أستاذنا النبيل)، وصفات الله من هذا النوع لكنه تعالى يختلف عن سائر مخلوقاته، فكل وصف نصفه به لا يدانيه فيه غيره أبدًا (والمدح ثلاثة أنواع: افراط، واقتصاد، وتقصير) - فالإفراط أن نرفع الممدوح إلى درجة أعلى مما يستحق، والإقتصاد أن لا يتجاوز المادح في الوصف ما يستحق الممدوح من منزلة، والتقصير أن نحط من مرتبة الموصوف فلا نعطيه حقه من الدح، والنوعان الأولان غير جائزين في حق الله تعالى ونحن مقصرون في اعطاء الذات الإلهية حقها من المدح اللائق بها مهما حاولنا في ذلك. فإذا أطلقنا الصفات المعهودة: حي، عالم، قادر، سميع، على الباري تعالى وقصدنا بها ما هو معهود في عالمنا عن المعاني فإننا نكون قد قصرنا في حقه تعالى من المدح" أ. هـ.

• قلت: لا حظنا من خلال هذه النقول البسيطة كيف يؤول ابن السيد البطليوسي صفات الله سبحانه وتعالى على طريقة الفلاسفة والعقلانيين.

وفاته: سنة (٥٢١ هـ) إحدى وعشرين وخمسمائة.

من مصنفاته: "المثلث" في مجلدين أتى فيه بالعجائب ودل على اطلاع عظيم، وله "الأقتضاب في شرح أدب الكُتاب"، و "شرح الزند" لأبي العلاء المعري، وهو أجود من شرح شعر أبي العلاء صاحب الديوان الذي سماه (ضوء السقط).

١٩٣١ - ابن أبي جعفر *

المفسر: عبد الله بن محمّد بن عبد الله الخشني المالكي، أبو محمّد، المعروف بابن أبي جعفر.

ولد: سنة (٤٤٧ هـ) سبغ وأربعين وأربعمائة.

من مشايخه: أبو الوليد الباجي، وأبو عبد الله محمّد بن سفدون القروي وغيرهما.

من تلامذته: ابن بشكوال وغيره.

كلام العلماء فيه:

• بغية الملتمس: "واحد وقته بشرق الأندلس حفظًا ومعرفة وعلمًا بالفروع وسبقًا فيهما، غير منازع، مشهور بالفضل، محافظ على نشر العلم، وصونه تعظمه الأمراء وتعرف له حقه ويتبرك به وبصالح دعائه ولم يكن قبله ولا بعده بمُرسية إلى الآن أكثر صدقة منه، ولم يزل كذلك طول حياته إلى أن توفي" أ. هـ.


* معجم المفسرين (١/ ٣٢٣)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٢٥٤)، بغية الملتمس (٢/ ٤٣٦)، الصلة (١/ ٢٨٤)، تاريخ الإسلام (وفيات ٥٢٦) ط. تدمري، العبر (٤/ ٦٩)، الشذرات (٦/ ١٢٩).