فيقول: لو أطعتني وفقتك، فيقول العبد: أيكون إليه العبد لسبه، وما مطالب الرب معدًا. ووقفت له على رسالة في تقريظ الجاحظ، أفرط في مدحه فيها، وقال في كتاب الوزيرين: كان الجاحظ واحد الدنيا، وقال في ابن العميد، وابن عباد: قد قلت فيهما كانا بالسياسة عالمين، ولأولياء نعمهما ناصحين، إلى أن قال: فأراهما لو تنبآ لنزل الوحي عليهما، وتجدد بهما الشرع، وسقط لمكانهما الاختلاف، واستمر في هذا المعنى، وهو ذاك على قلة برمته، وعلى إقدامه على إطلاق ما لا يليق.
ورأيت له في تصانيفه تحريفات منها أنه قال في الحديث المشهور، "حبب الي من دنياكم ثلاث جزم سرماء ثلاث" لكن لم يتفرد بذلك، وقال في حديث "لي الواجد ظلمة يحل عرضه وعقوبته" فزاد لفظ "ظلمة" ولم ينفرد بها أيضًا.
وذكر في كتاب الوزيرين أنه فارق ابن عباد سنة سبعين وثلاثمائة راجعًا إلى "بغداد" بغير زاد ولا راحلة، ولم يعطني في مدة ثلاث سنين درهمًا واحدًا، ولا ما قيمته درهم واحد. قال: فلما وقع في هذا، أخذت أتلافى ذلك بصدق القول في سوء الثناء، والبادئ أظلم.
وقرأت في كتاب "فلك المعاني" للشريف أبي يعلى ما نصه: كان أَبو حيان التوحيدي من "شيراز"، وهو شيخ الصوفية، وأديب الفلاسفة، وفيلسوف الأدباء، وإمام البلغاء، وزاهدهم، ومحسنهم" أ. هـ.
وفاته: سنة (٤١٤ هـ)، وقيل: (٣٨٠ هـ) وقيل: (٤٠٠ هـ) أربع وعشرة وأربعمائة، وقيل: ثمانين وثلاثمائة وقيل أربعمائة.
من مصنفاته: "الصديق والصداقة"، و"الرد على ابن جني في شعر المتنبي" و"الرسالة في أخبار الصوفية" وغير ذلك.
٢٣٠٥ - أَبو الحسن الحذاء *
المقرئ: عليّ بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمّد، أَبو الحسن الحذاء.
من مشايخه: سمع أبا بحر بن كوثر البربهاري، وأحمد بن جعفر بن سلم وغيرهما.
من تلامذته: قرأ عليه الأستاذ أَبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد الخياط، وأَبو العباس أحمد بن عليّ بن هاشم وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ بغداد: "قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقًا فاضلًا عالم بالقراءات ... وقال: حدثني الوزير أَبو القاسم في بن المسلمة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة يقول له الوزير ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي .. " أ. هـ.
* غاية النهاية: "شيخ مقريء عدل ضابط مشهور .. " أ. هـ.
وفاته: (٤١٥ هـ) خمس عشرة وأربعمائة.
* تاريخ بغداد (١٢/ ٩٨)، السابق واللاحق (١٤٠)، ذكره ضمن سند الحديث، تاريخ الإسلام (وفيات ١٤٠) ط. تدمري، غاية النهاية (١/ ٥٧٢).