* قلت: هذه بعض المواضع المنقولة من كتابه "البريقة المحمودية في شرح الطريقة المحمدية للبركلي" والتي توضح أنه ماتريدي العقيدة، صوفي، نقشبندي الطريقة ... ففي (١/ ٥) قال: " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قد قضينا الوطر فيحق البسملة الشريفة في رسالة مخصوصة من جهات الفنون إلى أن تبلغ إلى ثماني عشر فنًا فلنكتف بما لم يذكر فيها، وهو أن المختار عند بعضهم كالبيضاوي ترجيح جانب الاستعانة في الباء مع الاتفاق في جوازها لكن لا يخفى أن حاصل الاستعانة طلب المعاونة على إيقاع الفعل وإحداثه؛ وذلك بإفاضة القدرة ممكنة أو ميسرة عليه على ما في علم الأصول والمراد من الفعل إما التصنيف أو القراءة أو العبادة أو نحوها، فإن أريد بتلك القدرة القوة التي يصح صرفها للفعل وعدمه فهي حاصلة قبل الطلب؛ فيلزم تحصيل الحاصل وإن أريد القدرة المعبرة عنها بالصرف أي صرف العبد قدرته إلى الفعل فهو أمر عدمي لا يتعلق به الخلق والإيجاد على أن تعلق قدرة الله بفعل العبد مشروط بذلك الصرف على حسب عادته ومقتضى حكمته، فلو لم يوجد الصرف من العبد لا يوجد الخلق من الله تعالى على عادته، وإن أريد تعلق قدرته عند ذلك الصرف من العبد فهو ضروري أيضًا على عادته تعالى فلا فائدة في طلبه.
وبالجملة طلب المعاونة هو طلب القدرة فالقدرة المطلوبة إن كانت ما هي صفة للعبد صالحة صرفها للضدين على سبيل البدل أو سلامة الآلات التي يعتمد عليها صحة التكليف، فهي حاصلة قبل الطلب فلا فائدة في الطلب وإن كان عين ذلك الصرف ولو مجازًا، فقد قرر أنه أمر عدمي في الخارج وصدوره من قدر العبد فقط، ولو فرض صدوره من الله يلزم الجبر فلا معنى لطلب المعاونة من الله على فعل ما ونحوه.
* إيضاح المكنون (١/ ٥٤)، معجم المطبوعات لسركيس (٨٠٨)، هدية العارفين (٢/ ٣٣٣)، الكشاف لطلس (١٠٢)، الأعلام (٧/ ٦٨)، معجم المؤلفين (٣/ ٧٢١)، كتاب "البريقة المحمودية" للمترجم له، شركة صحافة عمان مطبعة (سي ١٣٢٥) سنة (١٤١١ هـ / ١٩٩١ م).