* طبقات السبكي:"الحافظ الكبير الورع الزاهد .. ولي الله، والحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والفقيه على مذهب ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُرتَجى الرحمة بذكره، ويستنزل رضا الرحمن بدعائه، كان -رحمه الله- قد أوتي بالمكيال الأوفى من الورع والتقوى، والنصيب الوافر من الفقه، وأما الحديث، فلا مراء في أنه كان أحفظ أهل زمانه وفارس أقرانه، له القدم الراسخ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه، وحفظ أسماء الرجال حفظ مفرط الذكاء عظيمه، والخبرة بأحكامه، والدراية بغريبه وإعرابه واختلاف كلامه .. " أ. هـ.
* قلت في مقدمة كتابها "التكملة لوفيات النقلة" بقلم د. بشار عواد قال:"احتل المنذري في الحديث وعلومه مكانة عظيمة في النصف الأول من القرن السابع الهجري حتى عدَّه المؤرخون حافظ عصره دون منازع، فكان حافظًا بارعًا وجهبذًا من جهابذة الحديث، وناقدًا ماهرًا في علم الجرح والتعديل. وكان فقيهًا مفتيًا، معنيًا بالأدب والأدباء والشعر والشعراء، فكان مكثرًا من رواية الأشعار، لُغويًا بارعًا في العربية.
وعُرِفَ المنذريُّ بزهده وورعه وديانته، يأنس إلى الاجتماع بمشاهير الفقراء والصوفية، ويقصدهم ليسمع من كلامهم، ويناظرهم في أمور طريقتهم، ويكتب عنهم شيئًا كثيرًا، حتى قال عنه تلميذه الإمام العالم الزاهد المشهور ابن دقيق العيد: كان أدين مني وأنا أعلم منه.
وفاته: سنة (٦٥٦ هـ) ست وخمسين وستمائة.
من مصنفاته: "الترغيب والترهيب"، و "مختصر صحيح مسلم" وغير ذلك.
١٧٥٦ - ابن أبي الإصبع *
المفسر: عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن أبي الإصبع العدواني البغدادي ثم المصري، زكي الدين، أبو محمد.
ولد: سنة (٥٩٥ هـ) خمس وتسعين وخمسمائة.
كلام العلماء فيه:
* فوات الوفيات: "الشاعر المشهور الإمام في الأدب له تصانيف حسنة في الأدب وشعر رائق" أ. هـ.
* النجوم: "الإمام العلامة .. كان أحد الشعراء المجيدين، وهو صاحب التصانيف المفيدة في الأدب وغيرها" أ. هـ
* قلت: نذكرها قاله في كتابه بديع القرآن (٢٤): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فالمستعار الاستواء، والمستعار منه كل جسم مستوٍ، والمستعار له الحق عزَّ وجلَّ، ليتخيل السامع عند سماع لفظ هذه الاستعارة ملكًا فرغ من ترتيب (ممالكه) وتشييد ملكه، وجميع ما تحتاج إليه رعاياه، وجنده من عمارة بلاده، وتدبير أحوال عباده، استوى على سرير ملكه استيلاء عظمة، فيقيس السامع ما غاب عن حسه من أمر الإلهية على ما هو متخيله من أمر المملكة الدنيويّة عند سماع هذا الكلام: "ولهذا لا يقع ذكر الاستواء
* معجم المفسرين (١/ ٢٩٠)، النجوم (٧/ ٣٧)، الشذرات (٧/ ٤٥٨)، فوات الوفيات (٢/ ٣٦٣)، "بديع القرآن"، ابن أبي الإصبع، تقديم وتحقيق حنفي محمّد شرف، ط (١)، لسنة (١٣٧٧ هـ-١٩٥٧ م)، مكتبة نهضة مصر بالفجالة.