للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سبحانه إلا ما أوجبه على نفسه. أو قوله صفحة ٤٦٣: وجل كلام ربنا عن الحرف والصوت وعن شبه كلام البشر .. ".

وبعد مراجعة تفسيره "ملاك التأويل" اتضح إلينا مذهبه الأشعري وذلك في عدة أماكن، ومن أوضحها في (١/ ٤٩٨):

إن آية الأعراف لما تقدمها قوله نعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، فذكر سبحانه ما تقرر وتحصل من خلق السماوات والأرض مما لا تكرر فيه، وهما من أعظم آياته، وأعقب سبحانه بقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} محمولًا على ما تقرر بثم المقتضية التنبيه على جليل الحال فيما يعطف بها والتحريك للاعتبار بذلك وموقعه ورتبته حيث لا يراد مهلة الترتيب الزماني لأن موضوع ثم في اللسان قصد الترتيب الزماني مع المهلة حيث يراد ذلك، وقصد الترتيب الاعتنائي والتنبيه على حال ما عطف بها حيث لا يقصد زمان ولا يلحظ كقوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ}، فهذا ورد مورد الدعاء على من يخاطب به البشر كما يرد التعجب والترجي وربنا المنزه عن ذلك كله ولكن خوطب البشر على ما يتعارفون ويجرى بينهم، فلما قال سبحانه: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فذكر ما هو تعالى عليه منزهًا عن الآنية والتمكن المكاني والمناسبة والحلول جل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، فلما ذكر تعالى من هذه الأفعال العظيمة ما ذكر مما لا يتكرر أعقب سبحانه بما يتكرر ويتوالى من إنعامه على الخليقة مما به قوام أحوالهم ومصالح معايشهم".

وفاته: سنة (٧٠٨ هـ)، وقيل (٧٠٧ هـ)، ثمان أو سبع وسبعمائة.

من مصنفاته: جمع كتابًا في التفسير "ملاك التأويل"، و"صلة الصلة"، و"البرهان في ترتيب سور القرآن".

٢٠٩ - السَّرُوجي القاضي *

النحوي: أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني الحنفي السروجي (١) القاضي، شمس الدين، أبو العباس.

ولد: سنة (٦٣٧ هـ) سبع وثلاثين وستمائة في الأعلام (٦٣٩ هـ).

من مشايخه: محمد بن أبي الخطاب بن دحية وغيره.

كلام العلماء فيه:

• البداية والنهاية: "شارح الهداية، كان بارعًا في علوم شتى. ووليّ الحكم بمصر مدة وعزل قبل موته بأيام .. وله اعتراضات على الشيخ تقي الدين بن تيمية في علم الكلام، أضحك فيها على نفسه، وقد ردَّ عليه الشيخ تقي الدين في مجلدات، وأبطل حجته" أ. هـ.


* ذيول العبر (٥٣)، البداية والنهاية (١٤/ ٦٢)، الدرر الكامنة (١/ ٩٦)، المنهل الصافي (١/ ١٨٨)، النجوم (٩/ ٢١٢)، الجواهر المضية (١/ ١٢٣)، تاجم التراجم (٣١)، الشذرات (٨/ ٤٤)، الطبقات السنية (١/ ٢٦١)، مفتاح السعادة (٢/ ٢٦٧)، الأعلام (١/ ٨٦)، معجم المؤلفين (١/ ٨٩).
(١) والسروج: نسبته إلى سروج نجواحي حرّان من بلاد الجزيرة. أ. هـ. نقلًا عن الأعلام.