سنتين، ثم التحق بمدرسة الشيخ الحاج عمر بن يحيى ويرُّو، وكل هؤلاء الشيوخ الثلاثة من تلاميذ القطب الشيخ اطفيش رحمه الله، واستمر في التعلّيم عنده وفي مدرسته إلى وفاته رحمه الله" أ. هـ.
ثم ذكرنا في كتابه هذا ما يمكن معرفة تأويلاته في صفات الله تعالى كما في الاستواء حيث قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ".
يذهب كثير من المفسرين إلى اعتبار هذه الآية جملة واحدة، الرحمن مبتدأ وما بعده خبر له، وأنا أذهب إلى أن الرحمن وحده منفصل عما بعده، فهو خبر لمبتدأ محذوف ثم يكون ما بعده نعت له، وإن المتأمل في هذا يجده أروع، وفي النفس أوقع، من هو المنزل؟ وما قصده من تنزيل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرًا؟ إنه الرحمن الذي كتب على نفسه الرحمة وما تنزيله القرآن على عبده إلا رحمة للعالمين، اقتضت رحمته أن ينزل على عباده كتابًا يتبعونه فيسعدون، هو الكتاب الحق الهادي إلى صراط مستقيم من عمل به نجا لأنه تنزيل من مالك الملك مدبر الأمر، عالم الغيب والشهادة.
{عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بالقهر والغلبة والاستيلاء، فالملك بيده، والعبارة معروفة يستعملها العرب في كلامهم ويريدون بها القهر والاستيلاء والقرآن نزل بلغة العرب وهذا ما نفهمه من الاستواء والله أعلم.
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَينَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}.
العبارة السابقة تفيد الملك بمعنى القهر والسلطان، وهذه العبارة تفيد الملك أي أن هذه الأكوان وما فيها ملك لله فهو ملكها ومالكها أحاط ملكه وقهره وأحاطت قدرته بالسماوات وما فيها، وبالأرض وما فيها، مما ظهر لنا وما لم يظهر مما تحت الثرى، وفي هذه الكلمة الأخيرة إشارة لنا إلى أهمية ما تحت الثرى من الكنوز والبركات وهي مخلوقة لنا، فما علينا إلا أن نبحث في خبايا الأرض ونستخرج منها الأرزاق والبركات من النبات والمعادن والمياه والغازات" أ. هـ.
وهو معلوم جهة اعتقاده، كما ذكرنا سابقًا من أنه إباضي المذهب ... والله أعلم.
وفاته: سنة (١٤٠٠ هـ) أربعمائة وألف وقيل سنة (١٤٠١ هـ) إحدى وأربعمائة وألف.
من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم".
١١٤ - ابن المُنَاصِف *
النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، المعروف بابن المناصف، أَبو إسحاق.
من مشايخه: أَبو ذر الخشني، وأَبو القاسم بن بقي وغيرهما.
من تلامذته: ابن الأبَّار وغيره.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ الإسلام: "شيخ العربية وأوحد زمانه بإفريقية".
ثم قال: "قال ابن مسدي: أملى عينا بدانية
* تكملة الصلة (١/ ١٦٨)، بغية الوعاة (١/ ٤٢١)، تاريخ الإسلام، وفيات سنة (٦٢١)، (ط) بشار، الوافي (٦/ ٧٦)، إشارة التعيين (١٤)، البلغة (٤٦)، الأعلام (١/ ٥٦).