للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونشره زلله ووضع فيه الكتب الكثيرة الجليلة، وأنه كان فقيها ورعا زاهدا جليلا نبيلا، قال: وإليه انتهت الرياسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع، ولم يتفق لأحد من إذعان سائر طبقات المعتزلة بالتقدم والرياسة بعد أبي الهذيل ما اتفق له. قال المسلطي الشافعي: "ووضع أربعين ألف ورقة في الكلام، ووضع تفسير القرآن في مائة جزء، وشيئا لم يسبق أحد بمثله، وسهل الجدال على الناس".

وقد تحدث أبو الحسن الأشعري، التلميذ السابق للجبائي، عن تفسير أستاذه، واشتد في الحملة عليه فقال: "ورأيت الجبائي ألف في تفسير القرآن كتابًا أوله على خلاف ما أنزل الله عز وجل، وعلى لغة أهل قريته المعروفة بجبى -بين البصرة والأهواز- وليس من أهل اللسان الذي نزل به القرآن. وما روى في كتابه حرفا واحدا عن أحد من المفسرين، وإنما اعتمد على ما وسوس به صدره وشيطانه .. " وقد وضع الأشعري تفسيره الكبير ردا على تفسير شيخه وتصحيحا له ونقضا عليه، على عادته في الرد على من يصفهم بأهل الزيغ والبدع، وأسماه: (تفسير القرآن والرد على من حالف الإفك والبهتان) ثم اشتهر من بعد باسم "الخازن" أو "المختزن". ولم نقف من تفسير أبي علي الجبائي على شيء، سوى النقول أ. هـ.

قلت: ذكره صاحب كتاب "آراء المعتزلة الأصولية" حيث قال في الهامش: "انتهت إليه رئاسة المعتزلة بعد أبي هذيل، وإليه تنسب طائفة الجبائية من المعتزلة وكان على حداثة سنه معروفا بقوة الجدل" أ. هـ.

من أقواله: تاريخ الإسلام: "وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عمر يقول: سمعت عشرة من أصحاب الجبائي يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة" أ. هـ.

وفاته: سنة (٣٠٣ هـ) ثلات وثلاثمائة.

من مصنفاته: وله تفسير حافل مطول، له فيه اختيارات غريبة في التفسير، وقد رد عليه الأشعري فيه وقال: وكان القرآن نزل في لغة أهل جباء.

٣١٠٩ - ابن عبد الكافي *

المفسر: محمد بن عبد الوهاب، بن عبد الكافي بن عبد الوهاب بن عبد الواحد سعد الدين، أبو بكر، وأبو اليمن، وأبو المعالي، وأبو سعيد.

ويقال في اسمه سعيد الأنصاري الدمشقي الشيرازي الأصل ابن الحنبلي الأطروشي.

من مشايخه: أبوه، وأبو محمد عبد الغني العدني المقدسي، وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم.

كلام العلماء فيه:

* المقفى: "حفظ الكثير، وعرف التفسير، وقدم مصر، ودخل الأندلس سنة إحدى وخمسين وستمائة، وعبر إلى سبتة وتكلم في الوعظ بجامعها أشهرا، وجال في الأندلس ورجع إلى سبتة،


* المقفى (٨/ ١٥٨)، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ١٩٣).