للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الّذي يتجه إلى معالي الأمور ويكره سفاسفها".

وانظر إلى قوله في علم التاريخ وجعله لخدمة الإِسلام لا للفتن والخلاف بين المسلمين حيث قال (ص ٣٠): "وكان السلف الصَّالح لهذا ونحوه من الإرشاد الصحيح يتعلمون مع العلم العمل، فيغنمون الثمرات النفيسة والحيوية الكثيرة، فقد كانت السورة من القرآن مثلًا تحفظ بعد العلم والعمل بها، وكان من الصّحابة الكرام من يُروون أبناءهم المغازي النبوية كما يُحفظونهم السورة من القرآن ليكون التّاريخ الرشيد للاقتداء الصحيح، وشتان بين هذا وأن يُدرس التاريخ للوقوف على أساليب المكر والغدر والفساد في الأرض" أ. هـ

قلت: هذه النقولات من بعض كتبه -وكما أسلفنا سابقًا- توضح للقارئ مدى محاربة "العظمة" للبدع والانحرافات الّتي عليها المسلمون اليومَ، إن كان في وقته أو في يومنا هذا، وكيف هو يميل، بل يتحرى القول الصحيح في توضيح شيء ما من آية أو سورة أو صفة من صفات الله -تعالى- أو إلى جعلِ مصب العلوم في خدمة الدين الإسلامي عمومًا، وفي تثبيت العقيدة الصحيحة الخالية من الوثنية والانحرافات وغيرها من مساوئ أهل البدع والشرك وأهوائهم، خصوصًا، ما ذكرناه سابقًا من أنه قد دعا إلى بدعة المولد. نقول: إنّ النهر العذبَ لا يضره إنْ وضع فيه حفنة من ملح، ولعل النفس في ما تتوق إليه من صفاء الناس ورؤية الفرَق الضالة تجعل من صاجها الاجتهاد والنفور ضدّ الضلال ولو كان فيها شيئًا من قشور، وعليه فالعظمة مصلح خيّر صاحب دين وتقوى. نسأل الله -تعالى- أن يلهمنا الصواب، إنَّه مجيب رحيم.

وفاته: سنة (١٤٠٣ هـ) ثلاث وأربعمائة وألف.

من مصنفاته: له تفسير أجزاء من القرآن الكريم منفردة: "جز عم، وتبارك، وقد سمع، والذاريات". و "سبل السلام" كلمات أذيعت تبيانا لمناهج الإِسلام.

٦٠٨ - الأُقليشي الداني *

النحوي، اللغوي: أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل، أبو العباس التجيبي الإسكندري المعروف بالأقليشي (١) الداني.

من مشايخه: أبو الحسن بن طارق، وأبو بكر بن العربي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهم كثير ...

من تلامذته: ابن عياد، وأبو الحسن بن كوثر بن بُيبَش وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

• تكملة الصلة: "كان عالمًا عاملًا متصوفًا شاعرًا مجودًا مع التقدم في الصلاح والزهد والعزوف عن الدنيا وأهلها، والإقبال على العلم والعبادة" أ. هـ

• السير: "له تصانيف ممتعة، وشعر، وفضائل،


* إنباه الرواة (١/ ١٣٦)، تكملة الصلة (١/ ٦٠)، العبر (٤/ ١٣٩)، السير (٢٠/ ٣٥٨)، الديباج (١/ ٢٤٦)، الوافي (٨/ ١٨٣)، النجوم (٥/ ٣٢١)، الشذرات (٦/ ٢٥٥)، بغية الوعاة (١/ ٣٩٢)، النور السافر (١٤٢)، نفح الطيب (٢/ ٥٩٨)، قديمة، شجرة النور (١٤٢)، معجم المؤلفين (١/ ٣١٠)، معجم البلدان (١/ ٢٣٧)، معجم المطبوعات لسركيس (٦٢٨)، معجم المفسرين (١/ ٨٠).
(١) موضع من عمل غرناطة بالأندلس.