للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والله أعلم" انتهى.

قلت: أما نسبة الكتاب إلى القاسمي فثابتةٌ قطعًا وقد طبع في حياته كما ذكر ابنه في كتابه الآنف الذكر. ونحن نشارك الأستاذ المغراوي هذا الاستغراب؛ لأن ما في محاسن التأويل يثبت أن الشيخ جمال الدين القاسمي كان من المدافعين عن منهج السلف ضد بقية الفرق التي انحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والجهمية وغيرهما. ولا ندري هل إن الشيخ جمال الدين القاسمي قد نسخ ما قاله في سوانحه وفي كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة بما ذكره في تفسيره أم لا؟ لأن تاريخ كتابه السوانح قريب جدًّا من تاريخ كتابة التفسير! .

ولعل هناك سبب آخر في التماس القاسمي العذر لابن عربي والنصير الطوسي وهو منهجه المتساهل في الجرح والتعديل والشاهد على ذلك كتابه الذي ألفه في الجرح والتعديل. ونحن لا نرى غرابة في الأمر فقد وقع القاسمي بما وقع به الإمام السيوطي الذي ألف كتابًا في الدفاع عن ابن عربي سماه "تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي" ورد عليه إبراهيم الحلي في كتابه المسمى "تسفيه الغبي في تبرئة ابن عربي" [انظر الكتاب محققًا في مجلة الحكمة الغرّاء، العدد ١١].

وختامًا نقول إن القاسمي هو علامة الشام والمجدد لعلوم الإسلام، محيي السنة بالعلم والعمل والتعليم والتهذيب والتأليف وأحد حلقات الاتصال بين هدي السلف والارتقاء المدني الذي يقيضه الزمن. ولكن كما يقولون لكل فارس كبوة، والله أعلم بالصواب.

وفاته: سنة (١٣٣٢ هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف.

من مصنفاته: "دلائل التوحيد"، و"محاسن التأويل"، و"قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث".

٣٣٧٤ - القزويني *

المقرئ: محمّد بن محمّد مهدي الحسني القزويني، أَبو المعز.

ولد: سنة (١٢٦٢ هـ) اثنتين وستين ومائتين وألف.

من تلامذته: محمّد مهدي البصير وغيره.

كلام العلماء فيه:

* الأعلام: "أديب من فقهاء الإمامية .. تفقه وتأدب في النجف.

وكانت بينه وبين معروف الرصافي، ومصطفى الواعظ، وجعفر الحلي وغيرهم مساجلات ومطارحات" أ. هـ.

* دراسات وتراجم عراقية: "قال عليّ كاشف الغطاء في كتابه (الحصون المنيعة) واصفًا أبا المعز قائلًا: كان عالمًا فاضلًا، ضمَّ إلى الفضل الكرم والأدب وأضاف إلى الشرف بالنسب الشرف بالحسب، وكان واسطة عقد السادة ومعقد إكليل السيادة، وطراز عمائم الأفاضل من بني هاشم الأماثل ... " أ. هـ.

أما الدكتور محمّد مهدي البصير الذي كان أحد


* الأعلام (٦/ ١٠٨)، دراسات وتراجم عراقية (٩٠) لعبد الرزاق الهلالي.