للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالجواب من الأسلوب الحكيم، سئل عن المكان فأجاب عن أن لا مكان، يعني إن كان هذا مكانًا فهو في مكان، وهو إرشاد له في غاية اللطف" أ. هـ.

وقال في صفة الرحمة (١١/ ٣٥٩٦): "قال: "أرحم بك من أشاء" وإلا فرحمة الله من صفاته التي لم يزل بها موصوفًا، ليس الله تعالى صفة حادثة ولا اسم حادث فهو قديم بجميع أسمائه وصفاته جل جلاله وتقدست أسماؤه، والقدم والرجل المذكوران في هذا الحديث من صفات الله تعالى المنزهة عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب والسنة كاليد والأصبع والعين والمجيء والإتيان والنزول، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدى من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] " أ. هـ.

وقال في صفة الرؤيا (١١/ ٣٥٧٤): "اعلم أن مذهب أهل السنة قاطبة أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلًا، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طوائف من أهل البدع (المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة) أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلًا، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيًّا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة.

وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم على أنها لا تقع في الدنيا، وحكى الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته المعروفة عن أبي بكر بن فورك أنه حكى فيها قولين للإمام أبي الحسن الأشعري، أحدهما وقوعها، والثاني لا تقع.

ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئى ولا غير ذلك، ولكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضًا بوجود ذلك على جهة الاتفاق لا على سبيل الاشتراط، وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك بالدلائل الجلية.

ولا يلزم من رؤية الله تعالى إثبات جهة له -تعالى عن ذلك- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمونه لا في جهة" أ. هـ.

وفاته: سنة (٧٤٣ هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة.

من مصنفاته: "شرح الكشاف" شرح كبير، وصنف في المعاني و"التبيان في المعاني والبيان" وشرحه وأمر بعض تلامذته باختصاره على طريقة نهجها له وسمَّاه "المشكاة" و"التفسير".

١١٢١ - المِرْعَشِي الآمُلِي *

المفسر: حسين بن محمّد بن محمود بن علي


* معجم المفسرين (١/ ١٦٠)، روضات الجنات (٢/ ٣٤٦)، معجم المؤلفين (١/ ٦٤١)، الأعلام (٢/ ٢٥٦)، أمل الآمل (٢/ ٩٢)، سلافة العصر (٤٩٩).