وتوجه إلى أزمور، وقدم مراكش وهو يعض في كل ذلك فينفتح مجلسه بالتفسير بعد الخطبة والدعاء وشيء من أخبار الصالحين ومن كلام ابن الجوزي، ويختم بفصل من السير ... وكلامه في ذلك متقن يشهد بحسن تقدمه ... وكان يشارك في الطب وغيره، وكان شديد الصمم لا يكاد يسمع شيئًا البتة وإنما يخاطب بالكتابة فيجيب بالعين والإشارة. وكان شافعي المذهب مستحسن المنزع لولا حرص كان فيه من باب التكسب، ومع ذلك فقد كان من حسنات وقته" أ. هـ.
وفاته: سنة (٦٥٢ هـ) اثنتين وخمسين وستمائة.
٣١١٠ - محمّد عبده *
النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد عبده بن حسن خير الله الغرابلي الحنفي المصري، من آل التركماني.
ولد: سنة (١٢٦٦ هـ) ست وستين ومائتين وألف.
من مشايخه: حسن الطويل، والشيخ محمّد البسيوني، وجمال الدين الأفغاني وغيرهم.
من تلامذته: محمّد رشيد رضا، وطنطاوي جوهري وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* الأعلام: "مفتي الديار المصرية، من كبار رجال الإصلاح والتجويد في الإسلام. قال أحد من كتبوا عنه: "تتلخص رسالة حياته في أمرين: الدعوة إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، ثم التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب، وما للشعب من حق العدالة على الحكومة" وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهر. وتصوف وتفلسف .. " أ. هـ.
* الأعلام الشرقية: "أخذ يتردد على حلقات التدريس يتعلم النحو والصرف والبلاغة والتفسير والحديث وفقه الإمام مالك، ثم تحول إلى فقه الإمام أبي حنيفة، وأخذ المنطق والفلسفة والرياضيات".
وقال: "من الفتاوى والمسائل العلمية المهمة أنه كان ينكر الوسيلة ويحلل الموقوذة ويسوغ لبس القبعة ويجيز ربح صناديق التوفير ويحاول الاجتهاد ويفسر القرآن على غير طريق السلف" أ. هـ.
* قال مؤلف كتاب "التفسير والمفسرون" (٢/ ٥٤٩) وتحت عنوان (عيوب هذه المدرسة) أي مدرسة الشيخ محمّد عبده قال: "أما ما نأخذه على هذه المدرسة، فهو أنها أعطت لعقلها حرية واسعة، فتأولت بعض الحقائق الشرعية التي جاء بها القرآن الكريم وعدلت بها عن الحقيقة إلى المجاز أو التمثيل، وليس هناك ما يدعو لذلك إلا مجرد الاستبعاد والاستغراب. استبعاد بالنسبة لقدرة البشر القاصرة، واستغراب لا يكون إلا ممن جهل قدرة بالله وصلاحيتها لكل ممكن.
كما أنها بسبب هذه الحرية العقلية الواسعة جارت المعتزلة في بعض تعاليمها وعقائدها، وحملت بعض ألفاظ القرآن من المعاني ما لم يكن معهودًا عند العرب في زمن نزول القرآن وطعنت
* الأعلام (٦/ ٢٥٢)، معجم المؤلفين (٣/ ٤٧٤)، الأعلام الشرقية (٢/ ٥١٢)، التفسير والمفسرون (٢/ ٥٤٨)، الماتريدية (١/ ٣٣٥)، العصرانيون (٣٤، ٦٩، ٣٠٥).