للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عصفور علوم العربية عن رجلين من أجل شيوخ العصر، وكانت إمامتهما مسألة لا تحتمل الجدل أو النزاع فيها فكان الشلوبيين إلى جانب تدريسه النحو يقرئ طلابه كتب الأدب، ودواوين الشعر، كما كان الدباج يقرئ العربية والآداب والقراءات، ولكن ابن عصفور لم يكن له تعلق بعلم القراءات، ولا الفقه والحديث، وما لم تمتد إليه يد الفناء من آثار ابن عصفور ينبئ عن اتصال بنواح كثيرة من علوم العربية وآدابها من نحو وصرف، وشروح لآداب الجاهليين والإسلاميين شرحا أدبيا يكشف عن تمكنه من فهم النصوص الأدبية.

لقد تنوعت دراسات ابن عصفور العربية حتى كادت تشمل كثير علومها في عصره، إلا أن النحو والصرف كانا غالبين عليه، حتى أنه كان فيهما بحرا لا يشق لجه، وصار يضرب به المثل في دقائق النحو، وغوامض الصرف.

يقول الغبريني: وأخبرني بعض أصحابنا أنه شرح جزء من كتاب الله العزيز وسلك فيه مسلكا لم يسبق إليه من الإيراد والإصدار والأعذار بما يتعلق بالألفاظ ثم بالمعاني، ثم بإيراد الأسئلة الأدبية على أنحاء مستحسنة وقال: لو أعانني الوقت، وأمدني الله بالمعونة منه، وأكمل هذا الشرح على هذا المنزع لكان ذخيرة العالم. قال الغبريني: وهو من له قدرة على هذا، وهو أولى الناس بشرح كتاب الله تعالى.

والغبريني قريب عهد بابن عصفور بل هو معاصر له. وهو من أهل بجاية التي سكنها ابن عصفور، وأقرأ فيها مدة، فروايته لا بد أن نأخذها مأخذ الجد، لا سيما أن الرجل ثقة، حيث كان قاضيا للقضاة في بلده" أ. هـ.

وفاته: سنة (٦٦٩ هـ) تسع وستين وستمائة، وقيل: (٦٦٣ هـ) ثلاث وستين وستمائة.

من مصنفاته: له شرح جزء من كتاب الله العزيز، وله "شرح كتابه سيبويه" و"جمل الزجاجي" و "المقرب" في النحو يقال: إن حدوده كلها مأخوذة من الجزولية وزاد فيها ما ورد في الجزولية.

٢٣٩٨ - البلبيسي *

المفسر: علي بن ناصر بن محمد بن أحمد البلبيسي المكي، أبو الحسن، علاء الدين الحجازي.

ولد: (٨٤١ هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة.

من مشايخه: زين الدين عبد الرحيم المكي الأسيوطي، والشرف المناوي وغيرهما.

من تلامذته: البرهان العمادي وغيره.

كلام العلماء فيه:

• الضوء: "تكلم على الناس وأكثر من الخوض فيما لم يتأهل له والصياح بما لا يتكلم به إلا مخبط مثله ولذا لم يكن البرهان يلتفت لكلامه بل توسل بي عنده في القراءة عليه فما وافق وعلل ذلك بما ظهر من أمره شيئًا فشيئا إلى أن تكامل وذكر ما يؤول إلى الإرجاء وفضل حمزة على علي


* الضوء (٦/ ٤٥)، الكواكب السائرة (١/ ٢٧٨)، الشذرات (١٠/ ١٠٢)، الأعلام (٥/ ٢٧)، وفيه وفاته بعد (٩١٥)، معجم المؤلفين (٢/ ٥٣٨)، معجم المفسرين (١/ ٣٨٩).