أصحاب مالك محمّد بن مسلمة الذي تجاهله الأستاذ في (التأنيب)، ونبهت عليه في (الطليعة) (ص ٨٧ - ٨٩) فاعترف الأستاذ في (الترحيب)، وسمع أحمد أيضًا من بشر بن عمر وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهما من أصحاب مالك.
وذكر الأستاذ ما يتعلق بمذهب مالك من الأخذ بالقياس، وسألم بذلك في ترجمة مالك إن شاء الله تعالى" أ. هـ
قلت: قد وثق في الرواية من جانب، ولكن اتهم بالوقف في خلق القرآن، كما أوردنا ذلك سابقًا وليس كما ذكر المعلمي -رحمه الله تعالى- أنه لم يطعن في عقيدته، على ما ذكر من كلام الإِمام أحمد فيه .. والله تعالى أعلم.
من أقواله:
وقال يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاء بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان أعجوبة.
قال: وما هي؟
قال: خرجت إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك، فأنا أولى بها.
قلت: لِمَ؟
قال: لأني أخوك وأنا عريان.
قلت: فالمؤآساة؟
قال: قد لبستها برهةً.
قلت: فتعريني وتبدو عورتي؟
قال: قد روينا عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانًا.
قلت: يلقاني الناس فيرون عورتي.
قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضت لك.
قلت: أراك ظريفًا، فدعني حتى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك.
قال: كلا، أردت أن توجه عبيدك فيمسكوني.
قلت: أحلف لك.
قال: لا، روينا عن مالك قال: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص.
قلت: فاحلف أني لا أحتال في يمني.
قال: هذه يمين مركبة.
قلت: دع المناظرة، فوالله لأوجهن بها إليك طيبة بها نفسي.
فأطرق ثم قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا، فلم أجد لصًا أخذ بنسيئة، وأكره أن ابتدع في الإِسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك.
فخلعتها، فأخذها وانصرف.
وفاته: نحو سنة (٢٤٠ هـ) أربعين ومائتين.
من مصنفاته: "أحكام القرآن".
٦١٠ - الصَّدفي *
النحوي، المفسر أحمد بن مغيث بن أحمد بن
* الصلة (١/ ٦٣)، إنباه الرواة (١/ ١٣٥)، الديباج المذهب (١/ ١٨٢)، تاريخ الإِسلام (وفيات ٤٥٩)، ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (٢٣)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٩٤)، كشف الظنون (٢/ ١٨٠٩)، هدية العارفين (١/ ٧٨)، شجرة النور (١١٨)، معجم المؤلفين (١/ ٣١١)، معجم المفسرين (١/ ٨١).