للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عبيد الله بن محمَّد الخفَّاف. قرأتُ عليه سورة البقرة، وقرأها على ابن مجاهد، وأدركت أيضًا أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشِّبلي وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشبلي وقد اجتاز على بقَّال يُنادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكررها ويبكي، ثم أنشأ يقول:

خليلَيَّ إنْ دَامَ هَمُّ النُّفوسِ ... على ما أراهُ سَريعًا قتَلْ

فَيا سَاقِيَ القَوْمِ لا تنْسَني ... ويَا ربَّةُ الخِدْر غنِّي رَمَلْ

لقد كانَ شيءٌ يُسمَّى السُّرورُ ... قديمًا سَمِعْنا به ما فَعَلْ؟

قال أبو علي الصَّدفي: قرأت على رزق الله التميمي برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كلُّ الطوائف تدعيني. وسمعته يقول: يَقبُح بكم أن تستفيدوا منا، فلا ثم تذكرونا تترحَّموا علينا. رحمه الله".

ثم قال: "قال السلفي: سألت المؤتمن عن رزق الله، فقال: هو الإمام عِلمًا ونفسًا وأبُوَّة، وما يذكر عنه، فتحَامُل من أعدائه.

وقال أبو عامر العَبْدري: كان أبو محمد ظريفًا لطيفًا، كثير الحكايات والمُلح، ما أعلم منه إلا خيرًا.

وقال ابن ناصر: ما رأيت شيخًا ابن سبعٍ وثمانين سنة أحسنَ سمتًا وهديًا واستقامة قامةٍ منه، ولا أحسن كلامًا، ولا أظرف وعظًا، وأسرع جوابًا منه. فلقد كان جمالًا للإسلام -كما لُقِّب- وفخرًا لأهل العراق خاصةً، ولجميع البلاد عامة، ما رأينا مثله، وكان مُقَدِّمًا وهو ابن عشرين سنةً، فكيف اليوم؟ وكان ذا قدرٍ رفيعٍ عند الخُلفاء" أ. هـ.

* قلت: وإليك ما قاله مؤلف كتاب "مذهب أهل التفويض" أحمد بن عبد الرحمن القاضي، حين الكلام في الصراع بين السلف والأشاعرة، وخاصة بين الحنابلة والأشعرية: "وكان بين الأشاعرة في بغداد وبين (التميميين) -وأشهرهم صاحب الترجمة- من الحنابلة تقارب بسبب تساهل التميميين في إثبات الصفات الخبرية. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (وأما التميميون كأبي الحسن وابن أبي الفضل وابن رزق الله فهم أبعد عن الإثبات، وأقرب إلى موافقة غيرهم، وألين لهم، ولهذا تتبعهم الصوفية، ويميل إليهم فضلاء الأشعريةكالباقلاني والبيهقي، فإن عقيدة أحمد التي كتبها أبو الفضل هي التي اعتمدها البهيقي، مع أن القوم ماشون على السنة)) (١) أ. هـ.

وفاته: سنة (٤٨٨ هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة.

١٢٤٢ - القَنْوجي *

المفسر: رستم بن علي بن علي أصغر القنوجي، الحنفي، الهندي.

كلام العلماء فيه:

* معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الحنفية، من أهل الهند" أ. هـ.

وفاته: سنة (١١٧٨ هـ) ثمان وسبعين ومائة وألف.


(١) مجموع الفتاوى "لابن تيمية": (٦/ ٥٣).
* معجم المفسرين (١/ ١٩٠)، هدية العارفين (١/ ٣٦٧)، إيضاح المكنون (١/ ٣٥٤)، معجم المؤلفين (١/ ٧١٤).