للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليهم أن كتاب الله مفتاح المعارف ومعدن الأدلة، لقد علموا أنه ليس إلى غيره سبيل ولا بعده دليل، ولا وراءه للمعرفة معرس ولا مقيل، وإنما أرادوا وجهين: أحدهما: أن الأدلة العقلية وقعت في كتاب الله مختصرة بالفصاحة، مشارًا إليها بالبلاغة مذكورًا في مساقها الأصول، دون التوابع والمتعلقات من الفروع، فكمل العلماء ذلك الإختصار، وعبروا عن تلك الإشارة بتتمة البيان، واستوفوا الفروع والمتعلقات بالإيراد ... الثاني: أنهم أرادوا أن يبصروا الملاحدة ويعرفوا المبتدعة أن مجرد العقول التي يدعونها لأنفسهم، ويعتقدون أنها معيارهم لاحظ لهم فيها .. "، وهذا الكلام -بما فيه من لمز خفي بكتاب الله وكمال بيانه- استقاه ابن العربي من شيوخه الذين أمر بالإقتداء بهم في التأويل حين قال حول صفات اليد، والقدم، والأصابع، والنزول: "اسرد الأقوال في ذلك بقدر حفظك، وأبطل المستحيل عقلًا بأدلة العقل، والممتنع لغة بأدلة اللغة، والممتنع شرعًا بأدلة الشرع، وأبق الجائز من ذلك كله بأدلته المذكورة، ورجح بين الجائزات من ذلك كله إن لم يمكن اجتماعها في التأويل، ولا تخرج في ذلك عن منهاج العلماء، فقد اهتدى من اقتدى، ولن يأتي أحد بأحسن مما أتى به من سبق أبدًا". وما منهجه في كتابه "قانون التأويل" وغيره إلا كبر دليل على أشعريته.

وابن العربي -مع أشعريته- تميز بأمور:

١ - منها حياته الخاصة وجهوده الكبيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى جرى له لما تولى القضاء أمور كثيرة سببت عداء كثير من النّاس له.

٢ - تحقيقات أصولية وحديثية وفقهية أودعها كتبه المختلفة في الحديث والتفسير والأصول.

٣ - دوره العظيم في الدفاع عن الصحابة وما جرى بينهم، والرد على مختلف الطوائف المنحرفة عن مذهب السلف في هذا الباب، وقد جاء ذلك في قسم من كتابه العواصم من القواصم" أ. هـ.

وفاته: سنة (٥٤٣ هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة.

من مصنفاته: "قانون التأويل في تفسير الكتاب العزيز" و "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي" و"الناسخ والمنسوخ" و"العواصم والقواصم" وغيرها.

٣٠٧٣ - ابن ظفر *

النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الله أبي محمّد بن محمّد بن ظفر الصقلي المكي، أبو عبد الله، حجة الدين.

ولد: سنة (٤٩٧ هـ) سبع وتسعين وأربعمائة.

من تلامذته: أبو المواهب بن بصرى، والموفق بن قدامة وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

• وفيات الأعيان: "وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي أنه قال: أحلت على ديوان حماة برزقٍ، فسرت إليها لأجل ذلك، فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين أبي ظفر المذكور، وجرت بيننا


* معجم الأدباء (٦/ ٢٦٤٣) وفيه اسمه محمّد بن أبي محمّد بن محمّد، وفيات الأعيان (٤/ ٣٩٥)، الوافي (١/ ١٤١)، وذكر اسمه محمّد بن محمّد بن ظفر، لسان الميزان (٥/ ٣٦٨)، بغية الوعاة (١/ ١٤٢)، الأعلام (٦/ ٢٣٠)، معجم المؤلفين (٣/ ٦٣٥).