للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خيرًا، قال: حججت أنا هو ابن لهيعة، فلمّا صرت بمكة رأيتُ نافعًا فأقعدتهُ في دُكان علاف، فمر بي ابن لهيعة فقال: من ذا؟ قلت: مولى لنا. فلما أتيتُ مصر قلت: حدّثني نافع، فوثب إلي ابن لهيعة وقال: يا سبحان الله!

فقلت: ألم ترَ رجلًا معي في دكان العلاف؟ ذاك نافع. قال: فحجّ ابنُ لهيعة من قابل، فوجده قد مات.

وقدِم الأعرج يريد الإسكندرية، فرآه ابن لهيعة فأخذه، فما زال عنده يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحدره إلى الإسكندرية، وقعد يروي عنه، عن أبي هريرة، فقلت: متى رأيت الأعرج؟

فقال: إن أردته فهو بالإسكندرية.

فخرج إليه الليث فوجده قد مات، فذكر أنه صلى عليه.

قلت: هذه بهذه جزاءً وفاتًا.

قال الفسوي: قال ابن بكير: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبتُ عن ابن شهاب علمًا كثيرًا، وطلبتُ رُكوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفتُ أن لا يكون ذلك لله فتركته.

وروى عبد الملك بن شُعيب، عن أبيه قال: قيل لليث: أمتع الله بك، إنّا نسمع منك الحديث ليس في كتبك.

فقال: أكلُّ ما في صدري في كتبي؟ لو كتبتُ ما في صدري ما وسِعَه هذا المركب. رواها أبو سعيد بن يونس. نا أحمد بن محمّد بن الحارث، نا محمّد بن عبد الملك، عن أبيه، فذكرها" أ. هـ.

وفاته: سنة (١٧٥ هـ) وسبعين ومائة.

٢٦٢٢ - الخراساني *

النحوي، اللغوي: الليث (١) بن نصر بن سيار الخراساني.

من مشايخه: الخليل بن أحمد وغيره.

من تلامذته: قتيبة بن سعيد وغيره.

كلام العلماء فيه:

• البلغة: "صاحب الخليل، أخذ النحو واللغة وأملى عليه ترتيب كتاب (العين) ويقال: إن الخلل الواقع فيه من جهته. فروى عن إسحاق بن راهويه قال: كان الليث رجلًا صالحًا، أخذ عن الخليل أصول كتاب (العين)، ومات الخليل قبل إتمامه، فأراد الليث إتمامه وتنقيته باسم الخليل فسمى لسانه الخليل، فإذا قال: أخبرني الخليل، فإنه يريد الخليل بن أحمد، وإذا قال: قال الخليل فإنه يعني لسانه فجاء في الكتاب خلل لذلك" أ. هـ.

• بغية الوعاة: "قال ابن المعتز: كان من أكتب الناس في زمانه بارعًا في الأدب بصيرًا بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبًا للبرامكة" أ. هـ.

من أقواله: قال في بغية الوعاة: ما تركت شيئًا من فنون العلم إلا نظرت فيه إلا النجوم لأني رأيت العلماء يكرهونه.


* البلغة (١٧٨)، إنباه الرواة (٣/ ٤٢)، بغية الوعاة (٢/ ٢٧٠)، معجم الأدباء (٥/ ٢٢٥٣).
(١) قيل الليث بن المظفر، وقيل الليث بن نصر بن سيار، وقيل الليث بن رافع بن نصر بن يسار، وهو اختلاف كبير، والمثبت من كتاب البلغة.