للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يكاد يكون ملاصقًا للمذهب الشافعي، بعد أن ظهر أبو الحسن الأشعري ... والله أعلم.

ولعل -كما نقلناه سابقًا- علماء ومشايخ القرن الحالي والذي قبله قد تخبطوا في مذاهب وفرق المسلمين من ماتريدية أو أشعرية أو تشيع وحتى يصل الأمر إلى أقوال المعتزلة وأصولهم وتبنيها، وقول الخوارج وغيرهم، قد جعل الحيرة في معتقدات هؤلاء إلا القليل منهم من الذين كانوا على منهج السلف الصالح باتباع الكتاب والسنة.

نقول: ولتوجه الشيخ الشعراوي في اعتماده على علم الكلام في التفسير، جعله عرضة إلى النقد العلمي، أو التنقص من شخصه، كما في بعض كتب الرد ككتاب "اللهيب الشاوي في تأديب الشيخ الشعراوي" (١) وكتاب "إقامة الحجة والبرهان على من زعم أن الله في كل مكان وفسر برأيه القرآن" (٢)، فمثلًا من الكتاب الأخير سوف نذكر موضعًا يدل على الرد غير الدقيق على الشيخ الشعراوي وقد يصل إلى مستوى الاتهام بالانحراف والكفر، ولعل الخطأ يكون في الناقد نفسه، ومن المؤسف أن السباب والشتم طاغية على مثل هذين الردين، وهذا منهج مردود عليهم وعلى من ينهج منهجهم في الرد غير العلمي والأخلاقي.

قلت: قال عبد الكريم بن صالح الحميد في كلامه على السحر كما ذكره الشيخ الشعراوي في تفسيره لآية سجود سحرة فرعون (ص ٢١): "في كلامه -أي الشعراوي- على سجود السحرة: فلما رأوا معجزة موسى كانوا أقدر الناس على فهمها والسجود لها.

الجواب -أي لعبد الكريم-: السجود للمعجزة كفر، والسحرة إنما سجدوا لله .. ) إلى آخر كلامه قلت: ولو تمحص أكثر لأنصف الشعراوي وقوله الكامل في تفسيره لهذه الآية قال الشعراوي (٧/ ٤١٠٠) لقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (٤٦)} [الشعراء: ٤٦]:

"ولم يقل الحق: وسجد السحرة، ولكنه قال: "وألقي" مما يدل على أن خرورهم للسجود ليس برأيهم، ولكنه عملية انبهارية مما حصل أمامهم، كان شيئًا آخر ألقاهم ساجدين، وهو الانبهار بالحق، فالساحر منهم كان يعتقد أنه هو الذي يسحر، ثم يفاجأ مجموعة السحرة أن موسى حين ألقى عصاه رأوها حية بالفعل فعرفوا أن المسألة ليست سحرًا" أ. هـ. قول الشعراوي.

إذن هو لم يقصد سجود السحرة لعين السحر، وإنما انبهارهم من بالحق وقدرة الله تعالى التي جعلها على يد موسى - عليه السلام -، وكذا ذكر عبد الكريم بن صالح الحميد عن الشعراوي: أنه أعطى لإبراهيم القدرة على الخلق حينما طلب منه أن يأتي بالطير ويقطعها .. كما في (ص ٢٤) من كتاب "البرهان" وهذا أيضًا مردود على عبد الكريم دعواه ضد الشيخ الشعراوي وقد ذكرنا نص ذلك آنفًا، وإنما هو فيه يجعل الإيمان


(١) "اللهيب الشاوي في تأديب الشيخ الشعراوي، تأليف عطية زاهدة، لسنة (١٩٩٠ م).
(٢) "إقامة الحجة والبرهان على من زعم أن الله في كل مكان وفسر برأيه القرآن" تأليف عبد الكريم بن صالح الحميد ط (١) لسنة ١٤١٤ هـ-١٩٩٣ م) السعودية- الجوف.