للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خطيبًا، فصيحًا، مفوهًا، مدركًا، حسن السَّرْد والمَسَاق بما يقوله، مع الشارة الأنيقة، والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في المجالس، والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلَنْسِية في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنونٍ عديدة، ألف كتاب "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة الخُلفا" وهو في أربع مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يُكمله، وكتاب "مصباح الظُّلم" يُشبه كتاب "الشِّهاب"، وكتاب "أخبار البُخاريّ" وكتاب "الأربعين" وغير ذلك.

وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه.

إلى أن قال: انتفعتُ به في الحديث كلَّ الانتفاع، وأخذت عنه كثيرًا".

ثم قال: "قال الحافظ ابن مسدي: لم ألق مثله جلالةً ونُبلًا، ورياسةً وفَضْلًا، كان إمامًا مبرزًا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون، جامعًا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد. وأما الأدب فكان ابن بجدته، وأبا نجْدَتِه، وهو ختام الحفاظ، ندِبَ لديوان الإنشاء فاستعفى. أخذ القراءات عن أصحاب ابن هُذيل، وارتحل، واختصّ بالحافظ أبي القاسم ابن حُبيشٍ بمُرسيةَ، أكثرتُ عنه" أ. هـ.

• غاية: النهاية: "له تصانيف نافقة وبلاغة وفضائل قتل شهيدًا مقبلًا غير مدبر" أ. هـ.

• معجم المؤلفين: "محدث حافظ مؤرخ أديب ناثر شاعر خطيب" أ. هـ.

من أقواله: السير: "قال أبو عبد الله بن الأبار: كان رحمه الله أبدًا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها، وهو آخر الحفّاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد في كائنه أنيشة على ثلاث فراسخ من مرسية مُقبلًا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة" أ. هـ.

• وذكر الشمس الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية" صاحب الترجمة، ضمن مؤلفات القبورية بالاستغاثة بالأموات عند الكربات، وكتبًا سموها بأسماء تشعر بالاسثغاثة بغير الله تعالى، وكتاب صاحب الترجمة الذي ذكره الشمس الأفغاني هو "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام".

ونقله الشمس الأفغاني من كتاب كشف الظنون (٢/ ١٧٠٦) وقال: "هكذا فيه ولكني أشك في نسبة هذا الكتاب إليه؛ لأن هذا الرجل محدث، إمام، لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكتاب، كتاب الوثنية". ثم ذكر المصادر المعتمدة لدينا، ثم قال: "فقد ذكروا له كتاب (مصباح الظلام) بأنه على غرار (الشهاب) في الحديث، فلعله اشتبه على صاحب الكشف ... ، فظن أنه كتاب (مصباح الظلام) القبوري، فالصواب أنه لابن النعمان -المالكي المغربي (٦٨٣ هـ) - أو لقبوري آخر" أ. هـ.

وفاته: سنة (٦٣٤ هـ) أربع وثلاثين وستمائة، وله سبعون سنة.

من مصنفاته: له تصانيف نافعة منها "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة خلفا" أربع مجلدات، وديوان شعر وغيرها.