للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء أي بل هو جواد كريم سابع الإنعام يرزق ويعطي كما يشاء قال أبو السعود وتضييق الرزق ليس لقصور في فيضه بل لأن إنفاقه تابع لمشيئته المبنية على الحكم، وقد اقتضت الحكمة بسبب ما فيهم من شؤم المعاصي أن يضيق عليهم (١).

وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي قال له ربه ما الذي صرفك وحدك عن السجود لمن خلقته بذاتي من غير واسطة أب وأم.

قال القرطبي: أضاف خلقه إلى نفسه تكريمًا لآدم فإن كان خالق كل شيء كما أضاف إلى نفسه الروح والبيت والناقة والمساجد فخاطب الناس بما يعرفونه.

وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.

والمعنى ما عظموه حق تعظيمه والحال أنه موصوف بهذه القدرة الباهرة التي هي غاية العظمة والجلال فالأرض مع سعتها وبسطتها يوم القيامة تحت قبضته وسلطانه والسموات مطويات بيمينه أي والسموات مضمومات ومجموعات بقدرته تعالى.

قال الزمخشري: والغرض من هذا الكلام تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير من غير ذهاب بالقبضة واليمين إلى جهة.

وفي الحديث يقبض الله تعالى الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض.

التعليق: قلت: لقد ذهب الصابون في تفسير هذه الآيات إلى مذهب المؤولة المعطلة الذين نقل عنهم هذه التأويلات الفاسدة التي تخالف مذهب السلف الصالح، والشيخ وإن كان أشار في هامش آية سورة الزمر إلى ما نقله عن ابن كثير بقوله: وقال ابن كثير وقد وردت أحاديث متعلقه بهذه الآيات والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف، لكنه لم يقتنع بذلك.

فلا أدري ماذا يقصد بهذا التعليق هل هو نفسي لما أثبته في تفسير الآية، أو هو الجمع بين مذهب السلف والخلف في آن واحد.

"صفة الفوقية"

وقال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} أي هو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته.

انظر الرد على القرطبي في هذه الصفة المؤولة.

"صفة العين"

قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي اصنع السفينة تحت نظرنا وبحفظنا ورعايتنا.

"إثبات الرؤية"

قال عند قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} لما ذكر تعالى أن الناس يؤثرون الدنيا ولذائذها الفانية على الآخرة ومسراتها الباقية وصف ما يكون يوم القيامة من انقسام الخلق إلى فريقين أبرار وفجار والمعنى وجوه أهل


(١) تفسير الصابوني (١/ ٣٥٢).