للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سائل كيف يجيء سبحانه فليقل له كما لا تعلم كيفية ذاته كذلك لا تعلم كيفية صفاته (١).

وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}.

قال ابن عباس: أي يأتي أمر ربك فيهم بالقتل أو غير، وقال الطبري المراد أن يأتيهم ربك في يوم القيامة للفصل بين خلقه (٢).

وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وجاء ربك يا محمّد لفصل القضاء بين العباد وجاءت الملائكهً صفوفًا متتابعة صفًّا بعد صف.

قال في التسهيل: قال المنذر بن سعيد معناه ظهوره للخلق هنالك وهذه الآية وأمثالها مما يجب الإيمان به من غير تكييف وتمثيل.

وقال ابن كثير قام الخلائق من قبورهم لربهم وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم محمّد - صلى الله عليه وسلم - فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء والملائكة يجيئون بين يديه صفوفًا صفوفًا (٣).

تنبيه: لقد علمت فيما سبق أن التأويل المنقول عن ابن عباس لا يصح فكان الأولى حذفه وعدم ذكره.

"تفسير الكرسي"

قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.

(وسع كرسيه) أي أحاط كرسيه بالسموات والأرض لبسطته وسعته والسموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في فلاة.

وروي عن ابن عباس وسع كرسيه قال: علمه بدلالة قوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} فأخبر أن علمه وسع كل شيء.

وقال الحسن البصري: الكرسي هو العرش، قال ابن كثير: والصحيح أن الكرسي غير العرش وأن العرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار (٤).

"صفة النفس"

قال عند قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي يخوفكم عقابه منه تعالى.

"صفة اليد"

قال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} أي قال اليهود اللعناء إن الله بخيل يقتر الرزق على العباد.

قال ابن عباس: مغلولة أي بخيلة أمسك ما عنده، بخلًا ليس يعنون أن يد الله موثقة ولكنهم يقولون إنه بخيل غلت أيديهم دعاء عليهم بالبخل المذموم والفقر والنكد ولعنوا بما قالوا أي أبعدهم الله من رحمته بسبب تلك المقالة الشنيعة


(١) تفسير الصابوني (١/ ١٣٥).
(٢) تفسير الصابوني (١/ ٤٣٠).
(٣) تفسير الصابوني (٣/ ٥٥٨).
(٤) تفسير الصابوني (١/ ١٦٣).