للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ} فالأول ظلم، والثاني عدل (١).

"صفة الحياء"

قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} (لا يستحي) الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم والمراد به هنا لازمه وهو الترك.

قال الزمخشري: أي لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي من ذكرها لحقارتها (٢).

"صفة الاستواء"

الصابوني قد سلك في هذه المسألة بالذات

مسلك السلف الصالح قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، أي استواء يليق بحلاله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف كما هو مذهب السلف الصالح وكما قال الإمام مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) إلى آخر ما ذكر (٣).

"صفة الوجه"

أما الصابوني فهو في هذه الصفة مؤول، قال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي كل شيء يفنى وتبقى ذاته المقدسة أطلق الوجه وأراد الله جل وعلا.

قال ابن كثير: وهذا إخبار بأنه تعالى الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت فعبر بالوجه عن الذات كقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (٤).

وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ويبقى ذات الله الواحد الأحد ذو العظمة والكبرياء والإنعام والإكرام (٥).

وقال عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي إلى جهة توجهتم بأمره فهناك قبلته التي رضيها لكم وقد نزلت الآية فيمن أضاع جهة القبلة (٦) أ. هـ.

"صفة المجيء والإتيان"

قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}.

تنبيه: قال ابن تيمية رحمه الله في رسالته التدمرية، وصف الله تعالى نفسه بالإتيان في ظلل من الغمام كوصفه بالمجيء في آيات أخرى ونحوها مما وصف به نفسه في كتابه أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقول في جميع ذلك من جنس واحد وهو مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه سبحانه بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل والقول في صفاته ولا في أفعاله فلو سأل


(١) تفسير الصابوني (١/ ٣٦).
(٢) تفسير الصابوني (١/ ٤٤).
(٣) تفسير الصابوني (١/ ٤٥٠).
(٤) تفسير الصابوني (٢/ ٤٤٩).
(٥) تفسير الصابوني (٣/ ٢٩٦).
(٦) تفسير الصابوني (١/ ٨٩).