لك: إن الكرسي هو العرش نفسه، قال الحسن: لأن العرش والكرسي اسم للسرير الذي يصح التمكن عليه، وكلمة (وسع) تفيد أن الكرسي أكبر من السموات والأرض، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي، إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس" وهذا من الأمور المغيبة التي يجب على المسلم الإيمان بها، والتسليم بحقائقها، ولا مجال للعقل فيها، والسؤال عن ذلك بكيف ونحوها يحدث بلبلة في عقله، واضطرابا في إيمانه، ولا يؤوده حفظهما: ولا يثقل عليه ولا يصعب العلي: المتعالي عن الصفات التي لا تليق به، العظيم: المتصف بالصفات التي تليق به.
• وقال في تفسير (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) صفحة (٢/ ١١٥): "والمحبة ميل النفس إلى الشيء لكمال أدركته فيه، بحيث يحملها على ما يقر بها إليه، والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله عزَّ وجلَّ وإن كل ما يراه كمالا من نفسه، أو من غيره فهو من الله وبالله وإلى الله لم يكن حبه إلا لله وفي الله وذلك يقتضي إرادة طاعته والرغبة فيما يقربه إليه، فلذلك فسرت المحبة بإرادة الطاعة، وجعلت مستلزمة لاتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عبادته والحرص على مطاوعته".
• وقال في تفسيره للآية:{وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا} صفحة (٣/ ٣٢٢): ) يد الله مغلولة: أي هو ممسك يقتر بالرزق، وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود، ومنه قوله تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} ولا يقصد المتكلم به إثبات يد ولا غل ولا بسط، حتى إنه يستعمل في إنسان يعطي ويمنع بالإشارة من غير استعمال اليد، ولو أعطى الأقطع من المنكب عطاء جزيلا، لقالوا: ما أبسط يده بالنوال وقد استعمل حيث لا تصح اليد، يقال بسط البأس كفيه في صدري، فجعل للبأس الذي هو من المعاني كفان، ومن لم ينظر في علم البيان يتحير في تأويل أمثال هذه الآية أ. هـ. نسفي، وانظر {يَدُ} أيضًا في الآية رقم-١٢ - غلت أيديهم: دعاء عليهم بالبخل والنكد، أو بالفقر والمسكنة، أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدنيا، وفي الآخرة إلى النار، فتكون المطابقة من حيث اللفظ، وملاحظة الأصل، أ. هـ. بيضاوي، لعنوا بما قالوا: طردوا من رحمة الله بسبب قولهم هذا وانظر اللعن في الآية رقم- ١٦١ - ٢ - بل يداه مبسوطتان: ثنى اليد مبالغة في الرد عليهم، ونفي البخل عنه، وإثباتا لغاية الجود، فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه ينفق كيف يشاء: تأكيد لكرمه وسخائه، فهو مختار في إنفاقه، يوسع تارة، ويضيق أخرى على حسب مشيئته ومقتضى حكمته".
• وقال في تفسير:{ثم استوى على العرش} في (٤/ ٤٣٨): "ثم استوى على العرش: استولى، ولا يجوز تفسيره باستقر وثبت، فيكون الله من صفات الحوادث، وهذا التأويل ينبغي أن يقال في كل ما يوهم وصفًا لا يليق به تعالى.
العرش: قال الراغب في كتابه (مفردات القرآن) وعرش الله عزَّ وجلَّ مما لا يعلمه البشر، إلا بالاسم على الحقيقة، وليس هو كما تذهب إليه