بمعنى قصد واستوى بمعنى استولى وظهر والمواد يتصرف فيه بما يريد".
- وفي (٣/ ٢٣٦١): "قال الإمام مالك - رضي الله عنه -: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب، ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ فإنه تعالى كان ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان لم تتغير عما كان أ. هـ.
وهذا هو قول السلف الصالح تفويض وتسليم بلا تعطيل ولا تأويل الله جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" أ. هـ.
- وفي (٤/ ٣٧٢١): "كما قال تعالى: {وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذو الْجَلالِ وَالإكِرَام} فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ها هنا: {كلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي: إلا إياه وقد ثبت في الصحيح من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطلا"
وقال مجاهد والثوري في قوله: {كلُّ شَيءٍ هالكٌ إلا وجْههُ} أي: إلا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له، قال ابن جرير: ويستشهد من ذلك بقول الشاعر:
أستغفر الله ذنبًا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل
وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة، والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته -تعالى وتقدس- فإنه الأول والآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء" أ. هـ.
- قال في كتاب (في ظلال الإيمان) وتحت عنوان توحيد الأسماء والصفات (٨٩): "بعد ما تبين لنا أن الإخلاص واجب في عبادة الله وفي اعتقاد ألوهيته وربوبيته رأينا أن نسجل هنا عقيدة الفرقة الناجية التي بشر بها الصادق المعصوم - صلى الله عليه وسلم - في حديث الفرق وعلى رأس تلك العقائد التي تنجي صاحبها من خزي الدنيا وعذاب الآخرة أن يعلم المسلم نوحيد الله وصفاته اعتقادًا كاملًا علمًا وعملًا.
يقول العلماء: "إن اعتقاد الفرقة الناجية إلى قيام الساعة هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه من غير تحريف في كتابه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شي وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته صفات خلقه لأن الله سبحانه لا سمي له ولا كفاء له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى .. " أ. هـ.
وفاته: سنة (١٤١٨ هـ) ثمان عشرة وأربعمائة وألف.
من مصنفاته: "عالم الملائكة"، و "في رحاب التفسير"، و"تفسير كلمات القرآن، وغير ذلك.