للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: فثم الله، يريد علمه معكم، أين كنتم وهو قول ابن عباس، ومقاتل.

والثاني: فثم قبلة الله قاله عكرمة ومجاهد (١).

وقال في قوله تعالى {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} فيه قولان:

أحدهما: ما أريد به وجهه، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الثوري.

والثاني: إلا هو، قاله الضحاك، وأبو عبيدة (٢).

وقال في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ويبقى ربك (٣).

"صفة المجيء والإتيان":

وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا وذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال: المراد به قدرته وأمره، قال: وقد بينه في قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (٤).

وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}.

قال الحسن: أو يأتي أمر ربك.

وقال الزجاج: أو يأتي إهلاكه وانتقامه إما بعذاب عاجل أو بالقيامة (٥).

التعليق:

تقدم أنه لا يصح ما نقله عن أحمد والحسن فتنبه واعلم أنه لم يرد حرف واحد في التأويل عن السلف وكل ما نقل فهو كذب واختراع.

صفة المعية:

قال عند قوله تعالى من سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بعلمه وقدرته (٦).

تفسير الكرسي:

قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية أي احتمل وأطاق وفي المراد بالكرسي ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه كرسي فوق السماء السابعة دون العرش، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة" وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء.

والثاني: أن المراد بالكرسي علم الله تعالى، رواه ابن جبير عن ابن عباس.

والثالث: أن الكرسي هو العرش قاله الحسن (٧).


(١) نفسير ابن الجوزي: (١٣٥/ ١).
(٢) نفس المصدر السابق: (٢٥١ - ٢٥٢/ ٦).
(٣) نفس المرجع السابق: (١١٤/ ٨).
(٤) تفسير ابن الجوزي (٢٢٥/ ١).
(٥) نفس المرجع السابق (١٥٦/ ٣).
(٦) تفسير ابن الجوزي: (١٦١/ ٨).
(٧) تفسير ابن الجوزي: (٣٠٤/ ١).