• النابس في القرن الخامس:"كان عماد الشيعة ونقيب الطالبين ببغداد، وأمير الحاج والمظالم بعد أخيه الرضي، وهو منصب والدهما" أ. هـ.
• أصول مذهب الشيعة:"المتكلم الرافضي المعتزلي" أ. هـ.
• قلت: قال محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة تحقيقه لكتاب "أمالي المرتضى"(١/ ١٨): "وحيثما يستعرض الباحث كتب العربية النفيسة التي حوت ألوان المعارف، وزخرت بأشتات الطرائف، وحفظت بين دفتيها نتاج القرائح، وحقائق السير والتاريخ والأخبار، ونصوص الشعر واللغة والغريب فإنه لا مِراء منها كتاب أمالي المرتضى -أو كما يسميه مؤلفه غرر الفوائد ودرر القلائد- وينظمه في العقد الذي يضم كتاب الكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والعقد لابن عبد ربه، والأغاني لأبي الفرج، وغيرها من الكتب التي حلّقت في سماء الآداب العربية كالنجوم، وأرست قواعدها كالأطواد، وعمرت بها مجالس العلماء وسوامر الأدباء؛ وتدارسها المتأدبون جيلًا بعد جيل؛ وتداولها النساخ، وعدّت في مكتبات الدارسين من أكرم الذخائر وأنفس الأعلاق وهي مجالس مختلفة، أملاها في أزمان متعاقبة، تنقل فيها من موضوع إلى موضوع، ومن غرض إلى آخر؛ اختار بعض آي القرآن الكريم، مما يُغَمُّ تأويلهُ على الخاصة، بله العامة، ويدور حولها السؤال، ويثار الاستشكال؛ وعالج تأويلها وتوجيههما على طريقة أصحابه من المعتزلة، أو أصحاب العدل كما كان يسميهم؛ وحاول جهده أن يوفِّق بين تأويل الآيات المتشابهة، وما دار على ألسنة العرب من نصوص الشعر واللغة، وفي هذا أبدى تفوقًا عجيبًا؛ وأبان عن ذهن وقّاد، وذكاء متلهب، وبصر نافذ؛ وأعانه فيما فسَّر واولووجَّه وفرةُ محفوظة من الشعر واللغة ومأثور الكلام. وكان الطابع الذي يغلب عليه عرض الوجوه المختلفة؛ والآراء المحتملة، مجوّزًا في ذلك إمكان الأخذ بالآراء جميعًا.
وترجع قيمة ما عرض له الشريف في هذه المجالس من تأويل الآيات إلى أنها تعدُّ صورة لتفسير القرآن الكريم عند علماء المعتزلة؛ مما لم يصل إلينا من كتبهم إلا القليل النادر.
واختار أيضًا طائفة من الأحاديث التي يختلف العلماء في تأويلها؛ ويبدو التعارض فيما بينها وحاول تفسيرها وتأويلها؛ بالمنهج الذي عالج به تأويل آي القرآن؛ مستعينًا بشواهد الشعر واللغة موضحًا مذهب أصحابه من أهل العدل؛ مُدْليًا بحجتهم على من خالف تأويلهم من جماعة أهل السنة، وأهل الجبر كما كان يسميهم؛ وناقش ابن قتيبة وأبا عبيد القاسم بن سلام وابن الأنباري في ذلك على الخصوص.
ثم عرض لمسائل في علم الكلام مما اشتجر فيها الرأي، ودار حولها الجدل؛ واصطرعت الأقلام، وأقيمت المناظرات؛ مثل القول برؤية الله، وخلق أفعال العباد؛ وإرادة الله للقبائح، والقول بوجوب الأصلح، وقرر رأي أصحابه؛ وحاجّ عنهم، واحتج على خصومهم؛ وكان فيما جادل وناقش رفيقًا في الجدل عفيفًا في المقال.
وأودع في الكتاب بجانب ما بسط من تأويل الآيات والأحاديث وعرض المسائل مختارات من