بالمقالات، واستخراجًا للعويص، وإيضاحًا للمشكل، مع تأله وتنزه، ودين وفصاحة، وعفاف ونظافة، وكان يمزج النحو بالمنطق" أ. هـ.
* الشذرات: "جمع بين علم الكلام والعربية. وله قريب من مائة مصنف منها (تفسير القرآن العظيم) وكان متقنًا لعلوم كثيرة، منها القراءات والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة والتفسير واللغة" أ. هـ.
* قلت: من كتاب "النحو وكتب التفسير" للدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة وفي كلامه عن تفسير الرماني (١/ ٥٩٢) قال: (وإما لغلبة اتجاه آخر عليه مثل تفسير (الجامع في علوم القرآن) للإمام علي بن عيسى الرماني (٣٨٤ هـ) الذي يغلب عليه الاتجاه الفلسفي العقلي والاعتزالي، من مثل قوله في تفسير قوله تعالى:{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} يقال: ما الفرق بين الإيمان والصلاح، الجواب: الإيمان عمل يؤمن فاعله بخلوصه من العقاب، فهذا على هذه الصفة من أفعال العباد، والصلاح عمل يستقيم به التدبير، فهذا يصح في أفعال القديم وقال في قوله تعالى:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} "يقال: ما الإنسان؟ الجواب: حيوان على الصورة الإنسانية وذلك لأنه قد يحصل حيوان لا إنسان فإذا اجتمع المعنيان حصل الإنسان" وفي قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} قال: "هل كل صفة لله جل وعز هي في أعلى مراتب الصفات؟ الجواب نعم لأنه قادر لا يعجزه شيء على جميع أجناس المعاني لا أحد أقدر منه ولا مساو له في مقدوره عالم بكل شيء على التفصيل لا يخفى عليه شيء مما كان وما لا يكون، وما أن لو كان كيف أن يكون، لا يفعل إلا الأصلح، ليس ما هو أصح منه في شرف الفعل وما تدعو إليه الحكمة".
وهكذا يطرد هذا المنهج
الفلسفي في تفسير الرماني، وهذه نماذج له تظهره معتزليًا يقرر مبادئ فرقته ومن أظهرها هنا وجوب فعل الله سبحانه وتعالى الأصلح بعباده، كما تذهب إليه هذه الفرقة، وقد يتعرض هذا التفسير العقلي الاعتزالي إلى النحو والقراءات ولكنه قليل كمًا وكيفًا، وسيأتي بعض الحديث عنه وعن تفسير "جزء عم" المنسوب -خطأ- للرماني في مبحث كشاف الزمخشري لما زعم من العلاقة بينهما) أ. هـ.
وقال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن الكريم" (ص ١٣٩): "وقد جرى في سائر تفسيره، كما يدل عليه هذا الجزء الذي بين أيدينا، على هذه الطريقة من السؤال والجواب بعبارة فائقة، ولعله لم يسبق في التفسير إلى مثل هذا العدد الكبير الذي لا يحصر من التعاريف اللغوية الدقيقة التي مزجها بفكر المعتزلة ومصطلحاتهم" أ. هـ.
وفاته: سنة (٣٨٤ هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة.
من مصنفاته: ألف في الاعتزال "صنعة الاستبدال" سبع مجلدات، وكتاب "الأسماء والصفات" و"الأكوان" وصنف في التفسير واللغة والنحو والكلام.