والفتاوى في وقته بالقاهرة وكان قوي النفس عظيم الهيبة تخضع له الدولة ويقبلون شفاعته وهو منقطع عن التردد إلى واحد من الناس يصرف وقته في الدرس والإفادة وله نسبة هو وقبيلته إلى الشرف لكنه لا يظهره تواضعًا منه وكان جامعًا بين الشريعة والحقيقة له كرامات خارقة ومزايا باهرة حكى الشهاب البشبيشي قال ومما اتفق له أن الشيخ العلامة حجازي الواعظ وقف يوما على درسه فقال له صاحب الترجمة تذهبون أو تجلسون فقال له اصبر ساعة، ثم قال: والله يا إبراهيم ما وقفت على درسك إلا وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفًا عليه وهو يسمعك حتى ذهب وألف التآليف النافعة ورغب الناس في استكتابها وقرائتها وأنفع تأليف له منظومته في علم العقائد التي سماها بجوهرة التوحيد أنشأها في ليلة بإشارة شيخه في التربية والتصوف. صاحب (المكاشفات) و (خوارق العادات)، الشيخ الشرنوبي، ثم إنه بعد فراغه منها عرضها على شيخه المذكور فحمده ودعا له ولمن يشتغل بها بمزيد النفع وأوصاه شيخه المذكور أن لا يعتذر لأحد عن ذنب أو عيب بلغه عنه بل يعترف له به ويظهر له التصديق على سبيل التورية تركًا لتزكية النفس فما خالفه بعد ذلك أبدًا.
ومن شعره متوسلًا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله:
يا أكرم الخلق قد ضاقت بي السبل ... ودق عظمي وغابت عني الحيل
ولم أجد من عزيز أستجير سوى ... قلب رحيم به تستشفع الرسل
مشمر الساق يحمي من يلوذ به ... يوم البلاء إذا ما لم يكن بلل
غوث المحاويج إن جَلَل ألم بهم ... كهف الضعاف إذا ما عمها الوجل
مؤمل البائس المتروك نصرته ... مكرم حين يعلو سره الخجل
كنز الفقير وعز الجود من خضعت ... له الملوك ومن تحيا به المحل
من لليتامى ثمال يوم أزمتهم ... وللأرامل ستر سابغ خضل
ليث الكتائب يوم الحرب إن حميت ... وطيسها واستحد البيض والأسل
من ترتجى في مقام الهول نصرته ... ومن به تكشف الغماء والعلل
محمد بن عبد الله ملجؤنا ... يوم التنادي إذا ما عمنا الوهل
الفاتح الخاتم الميمون طائره ... يجر العطاء وكنز نفعه شمل
الله كبر جاء النصر وانكشفت ... عنا الغموم وولى الضيق والمحل
بعزمة من رسول الله صادقة ... وهمة يمتطيها الجازم البطل