واسمه أحمد، قال وسئل ابن مالك أنا أسمع عن الإيمان فقال: قول وعمل، ثم قال: وهل يشك فيه؟ حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن مالك القطيعي مستورًا صاحب سنة كثير السماع [سمع] من عبد الله بن أحمد وغيره؟ إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بعده وخرف، حتى كان لا يعرف شيئًا مما يقرأ عليه، ودفن لما مات في مقابر باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل. قال محمد بن أبي الفوارس: أَبو بكر بن مالك كان مستورًا صاحب سنة؛ ولم يكن في الحديث بذاك له في بعض المسند أصول فيها نظر؛ ذكر أنه كتبها بعد الغرق، سمعت أبا بكر البرقاني وسئل عن ابن مالك فقال: كان شيخًا صالحًا؛ وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسند، وحضر ابن مالك سماعه.
ثم غرقت قطعة من كتبه بعد ذلك فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه) فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة، وحدثني البرقاني. قال: كنت شديد التنفير عن حال ابن مالك؟ حتى ثبت عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه، وإنما كان فيه بله، فلما غرقت القطيعة بالماء الأسود غرق شيء من كتبه؛ فنسخ بدل ما غرق من كتاب لم يكن فيه سماعه؛ ولما اجتمعت مع الحاكم بن عبد الله بن البيع بنيسابور؛ ذكرت ابن مالك ولينته فأنكر عليَّ. وقال: ذاك شيخي. وحسن حاله أو كما قال" أ. هـ.
* تاريخ الإسلام: "قال محمّد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا فيقرأ عليه أَبو عبد الله بن الجصّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنِّي أحبّه.
وقال أَبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات: كان القطيعي كثير السَّماع من عبد الله بن أحمد، إلَّا أنَّه خَلَّط في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرَّف، حتَّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقرأ عليه.
وقال أَبو الفتح بن أبي الفوارس لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المُسند أصُولٌ فيها نظَر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق، نسأل الله سَترًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سُنة.
وقال البرقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتِّصال ببعض السَّلاطين، فعُزي لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المُسندي، وحضر ابن مالك القطيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثبت عندي أنه صَدوق، وإنما كان فيه بَلَهٌ ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لينتُ ابن مالك، فأنكر عليّ وقال: كان شيخي، وحسن حاله.
قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبعٍ وستين ثاني مرّة، وسمع "المسند" من ابن مالك القطيعي، واحتجّ به في "الصَّحيح"، انتهى.
قلتُ: سمع الكديمي، وبشر بن موسى، انتهى، وإنكار الذهبي على ابن الفرات عجيب، فإنه لم ينفرد بذلك، فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المسيبي يقول: قدمت بغداد وأَبو بكر بن مالك حَيّ، وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض، فقال لنا ابن اللّبان الفرضي: لا تذهبوا إلى ابن مالك فإنه قد ضعف واختل،