للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• قلت: له نظم في الرد على قول القائل (١):

أيا علماء الدين ذمِّيُّ دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة

إذا ما قضى ربٌّ بكفري بزعمكم ... ولم يرضه مني فما وجه حيلتي

قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ... فهل أنا راضي بالذي فيه شقوتي

دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى ... دخولي سبيل بينوا لي قضيتي

إذا شاء الرب الكفر مني مشيئة ... فهل أنا عاص باتباع المشيئة

وهل لي اختيار أن أخالف حكمه ... فبالله فاشفوا بالبراهين علتي

وقد ورد الجواب على هذا في كتاب طبقات المفسرين للداودي:

"قضى الرب كفر الكافرين ولم يكن ... ليرضاه تكليفًا لدى كل ملة

نهى خلقه عما أراد وقوعه ... وإنفاذه والملك أبلغ حجة

فترضى قضاء الرب حكمًا وإنما ... كراهتنا مصروفة للخطيئة

فلا ترض فعلًا قد نهى عنه شرعه ... وسلّم لتدبير وحكم مشيئة

دعا الكل تكليفًا ووفق بعضهم ... فخص بتوفيق وعمّ بدعوة

فيقضي إذا لم تنتهج طرف شرعه ... وإن كنت تمشي في طريق المنية

إليك اختيار الكسب والله خالق ... يريد بتدبير له في الخليقة

وما لم يرده الله ليس بكائن ... تعالى وجل الله رب البريَّة

فهذا جوابٌ عن سائل سائل ... جهول ينادى وهو أعمى البصيرة

ثم استشهد على كل بيت من القرآن، فالبيت الأول مأخوذ من قوله تعالى {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا}، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، وقوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}.

والثاني مأخوذ من قول الله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} حجة الملك.

وسأل عمران بن حصين أبا الأسود فقال له: ما يكدح الناس كدحًا؟ شيء قدر عليهم ومضى فيهم. فقال له عمران: أفلا يكون ظلمًا؟ فقال له أبو الأسود كل شيء خلق الله وملك يده: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فقال له عمران: أحسنت، إنما أردت [أن] أختبر عقلك.

الثالث والرابع مأخوذان من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} وقوله: {وَكَرَّهَ إِلَيكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ} الآية.

الخامس مأخوذ من قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو


(١) هذه القصيدة ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية عليها كذلك.