علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم. أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الفوارس الحافظ قال سمعت أحمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الله بن الصلت يقول: كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين فجاءه ابنه يبكي، فقال له ما لك؟ فقال الناس يقولون إنك تتشيع، فأنشأ يقول:
وما زال كتمانيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت- وهل حي على الناس يسلم
أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب حدثنا أحمد بن ملاعب قال حدثني صديق لي يقال له يوسف بن حسان ثقة. قال أقال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية، قال: قلت أحكي هذا عنك؟ قال نعم احكه عني. أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا محمّد بن يونسى قال سمعت أبا نعيم يقول: كثر تعجي من قول عائشة: (ذهب الذين يعاش في أكنافهم).
ولكن أبا نعيم يقول:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفًا في أراذل النسناس
في أناس نعدهم من عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس
وبكوا لي حتى تمنيت أني ... مفلت منهم فرأسًا برأس" أ. هـ.
• ميزان الاعتدال: "حافظ حجة إلا أنه يتشيع من غير غلو ولا سب.
قال ابن الجنيد الخُتلي سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم إذا ذكر إنسانًا فقال هو جيد وأثنى عليه فهو شيعي، وإذا قال: فلان كان مرجئًا فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به.
قلت: هذا قول دال على أن يحيى كان يميل إلى الإرجاء، وهو خير من القدر بكثير" أ. هـ.
• قلت: قد وصفه الذهبي في السير بأنه من علماء السلف.
ولعل الذهبي يشير إلى وضعه ضمن علماء القرون الثلاث وهم السلف وتطلق هذه عموما حتى يبين فرق المذاهب الإسلامية الأخرى .. والله أعلم.
• تذكرة الحفاظ: "قال أحمد بن صالح: ما رأيت محدثًا أصدق من أبي نعيم، وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. وقال أبو حاتم: أبو نعيم حافظ متقن" أ. هـ.
• تقريب التهذيب: "ثقة ثبت" أ. هـ.
• أعيان الشيعة: "هو من مشاهير قدماء علماء الشيعة ويروي عنه العامة أيضًا -يقصد بهم أهل السنة- وهو موثوق عندنا وعندهم وإن لم يذكر اسمه في كتب الرجال وذلك لما ذكره الشهيد الثاني وسبطه الشيخ محمّد في تعليقاتهما