للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من أثر واضح في الزيدية المعتزلة الذين بقوا يحكمون اليمن، وبقوا على صلتهم بكتبه إلى العهد الحاضر، ولعله -فوق ذلك- خاتمة هذه المدرسةكما يشير إلى ذلك مؤرخو الزيدية حيث يختمون به (طبقات المعتزلة) -التي شارك هو في كتابتها- فيقول يحيى بن حميد -من أعلام القرن العاشر- بعد أن استعرض هذه الطبقات: "ولنختم ذكر العدلية برأسهم وناصر مذاهبهم بما هو القاطع القاسم المحسن الحاكم بن كرامة ... ".

٣. وبعد، فإن مذهب الزيدية الكلامي هو الاعتزال، ولا يختلف الزيدية عن المعتزلة في الأصول إلا في مسألة الإمامة -وهي في الأصل مسألة فقهية يشيرون إليها في الأصول لأهميتها- قال الحاكم: "ومن أصحابنا البغدادية من يقول: نحن الزيدية؛ لأنهم كانوا مع أئمة الزيدية والمبايعين لهم والمجاهدين تحت راياتهم، ولاختلاطهم قديمًا وحديثًا، ولاتفاقهم في المذهب" وقد ارتقى أيضًا بسند المعتزلة من شيوخه حتى انتهى به إلى علي بن أبي طالب ونقل عن أبي علي الجبائي أنه همَّ أن يجمع بين المعتزلة والشيعة بالعَسكر، وقال قد وافقونا في التوحيد والعدل وإنما خلافنا في الإمامة.

بل إن الحاكم يطلق القول بأن جميع أهل العنزة عدليون إلا القليل، وبأنه "لا شبهة أن المعتزلة هم الشيعة لاتباعهم أمير المؤمنين وأهل بيته في كل عصر وحين، واتفاقهم في مذاهبهم".

وقد جعل أبو الحسين الملطي الفرقة الرابعة من الزيدية (معتز له بغداد) وذكر أن المعتز له "كانوا من أصحاب علي" وأن هذه التسمية -معتزلة- لزمتهم لاعتزالهم الحسن ومعاوية وجميع الناس احتجاجًا على مبايعة الحسن لمعاوية الذي أجمعوا على البراءة منه ومن عمرو بن العاص ومن كان في شقهما.

وليس هذا بغريب إذا كان الاعتزال -أو العدل- إنما ظهر على يد "فضلاء العترة"، وأن "واصلا" أخذه عنهم، كما يقول مصنفنا الحاكم رحمه الله، والنصوص في ذلك كثيرة، وتاريخ المعتزلة مع الشيعة عمومًا شديد التداخل، وذلك يعود إلى أسباب كثيرة وقديمة لا مجال هنا لاستعراضها مع تلك النصوص" أ. هـ.

• الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في. الصفات: "فهذا الحاكم الجشمي: قد بنى قضية حدوث الأجسام على أربع دعاوِ:

أولها: أن ها هنا أعراضًا غير الأجسام.

وثانيها: أنها محدثة.

وثالثها: أن الجسم لا يخلو منها.

ورابعها: أن الجسم إذا لم يسبقها، فإنه يجب أن يكون محدثًا مثلها, ولقد وجد في حال وجودها، فحظه في الوجود كحظها".

وهو في ذلك موافق لأبي الهذيل على مسلكه.

ودليله على حدوث الأجسام: "أنها لم تخل من أعراض المحدثات، ولم يتقدم الجسم عليها، فوجب أن يكون حكمه في الوجود كحكمها" أ. هـ.

وفاته: سنة (٤٩٤ هـ) أربع وتسعين وأربعمائة.

من مصنفاته: "التهذيب" في تفسير القرآن و "المنتخب" كيفقه الزيدية، و"الإمامة" على مذهب الزيدية، وغيرها.