• الأعلام:"مدرس مصري، تخرج بدار العلوم سنة (١٨٩٣ م) وقام بنظارة بعض المدارس، واختاره الخديوي عباس مدرسًا لأبنائه ثم معاونًا في ديوانه إلى سنة (١٩١٣ م) ونقل إلى وزارة المعارف مدرسًا، فوكيلًا للوزارة (١٩٢٣ م) إلى أن توفي "أ. هـ.
• قلت: عند مراجعتنا لأحد كتبه ألا وهو "الهداية إلى الصراط المستقيم" وجدنا أنَّ له مذهبًا أشعريًا ويتجلى ذلك في كلامه على الصفات، وخاصة التي اعتمدها المعتقد الأشعري كالقدرة والإرادة والعلم والقدم والبقاء وغيرها.
وإليك بعض النصوص التي انتقيناها من كتابه هذا، حيث قال في صفة الوجود عند تفسير بعض الآيات التي تدل عليها فقال (ص ١٠): "ولعمر الحق أن من تأمل بفكره كيف خلق هذا الإنسان من التراب تحقق لديه أن خالقه وموجده لا بد أن يكون موجودًا مستمر الوجود قادرًا أتم القدرة عالمًا أتم العلم .. " أ. هـ.
ثم قال في كلامه عن صفة البقاء:"وهو عدم الأولية أي أنه تعالى لا أول لوجوده لأنه جل شأنه مصدر هذه الكائنات وموجد هذه الموجودات فلا بد أن يكون سابقًا عليها لا يتقدمه تعالى شيء، والإلزام أن تكون وجدت قبل وجود موجدها وذلك باطل .. ".
قلت: ومما أوردناه من الكلام الذي قاله سابقًا نرى أنه متأثر أيضًا بالفلسفة الصوفية كما في قوله: "تحقق لديه أن خالقه وموجده منه لا بد أن يكون موجودًا" وأيضًا قوله: لأنه جل شأنه مصدر هذه الكائنات وموجد هذه الموجودات"، ولعله دخل في ما تكلم فيه الصوفية، قد أراد منها توضيحه على أساس إثبات الصفة التي يمل بها من أجل بيان مذهبه الذي اعتمده في تفسير تلك الصفة، وهذا ما مالت إليه الأشعرية في إثبات الصفات في التطرق إلى الفلسفة والمنطق وغيرها من علم اللسان والعقل، ثم في صفة مخالفته تعالى للحوادث ذكر الصفات السبعة التي اعتمدها المذهب الأشعري في اعتقادهم حيث قال (ص ١٤): "وتوافق الخالق والمخلوق في الوصف ببعض الصفات كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، فيقال: الله عالم كما يقال فلان عالم وهكذا، لا يضر؛ لأن هذا التوافق في مجرد التسمية فقط ولا يخفى أن مجرد التوافق في الاسم لا يستلزم التوافق في الحقيقة، وإنما المضر اتصافه تعالى بشيء من صفات مخلوقاته .. ".
وقال في صفة العلم (ص ١٧): "هو ما به تنكشف المعلومات سواء في ذلك ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ لأن الكل لديه سبحانه وتعالى سواء، فهو سبحانه وتعالى يعلم بعلمه كل شيء كائنًا ما كان .. ".
وقال في صفة الإرادة (ص ١٩): "هي صفة قديمة تخصص الممكن بالوجود أو بالعدم أو بالطول أو بالقصر أو بالحسن أو بالقبح أو بالعلم أو بالجهل إلى غير ذلك من الشئون والأحوال وذلك لأن كل فعل صدر من الله سبحانه يمكن أن يصدر منه ضده وما لا ضد له من الأفعال فيمكن أن يصدر منه ذلك الفعل بعينه قبل الوقت الذي وجد فيه أو بعده والقدرة في إيجادها