واتبع هذه الطريقة بعد ظهورها جماعة من أهل الحائر وبلد المسيب وشثاثا والبصرة وناحية الحلة والقطيف والبحرين وبلاد العجم وغيرها وكثير منهم من العوام اللذين لا يعرفون معنى الكشفية وغاية ما عندهم أن يقولوا نحن كشفية مع التزامهم بإقامة فروض الإسلام وسنته المطهرة وترك محرماته تولانا الله وإياهم بعفوه وغفرانه ومهما يكن من الأمر فإن لصاحب الترجمة وأمثاله من الكشفية شطحات وعبارات معميات من خرافات وأمور تلحق بالسخافات تشبه شطحات بعض الصوفية منها ما رأيته صدفة في شرحه للزيادة الجامعة المطبوع وجدته في بيت من بيوت كربلا في بعض أسفاري للزيارة وفيه أن كل شيء يبكي على الحسين - عليه السلام - ما لا أحب نقله (ومنها) ما رأيته في رسالة له صغيرة مخطوطة ذهب عني اسمها وقد سأله سائل عن الدليل على وجود المهدي - عليه السلام - ليجرب به من اعترض عليه فيه فأجابه بعبارات لا تفهم تشبه هذه العبارة: إذا التقى كاف الكينونة مع باء البينونة مع كثير من أمثال هذا التعبير ظهر ما سألت عنه ثم قال له: ابعث بهذا الجواب إلى المعترض فإن فهمه فقد أخزاه الله وإن لم يفهمه فقد أخزاه الله، فقلت لما رأيت ذلك: إن كان بعث إليه بهذا الجواب فلا شك أنه لم يفهمه وقد أخزاه الله، وفي الناس من يدافع ويحامي عن أمثال هذه الشطحات والعبارات المعميات ويقول لا بد أن يكون لهم فيها مقصد صحيح ولا يجب إذا لم نفهم المراد منها أن نقدح فيها وهو قول من لا يعقل ولا يفهم أو لا يحب أن يعقل ويفهم.
وقال السيد شفيع الموسوي في الروضة البهية في الطرق الشفيعية الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي كان من أهل الإحساء وتوطن برهة من الزمان في يزد ثم انتقل إلى كرمانشاه بطلب من محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه القاجاري وسمعت أنه أعطاه ألف تومان لأداء دينه ونفقة سفره إلى كرمانشاه وجعل له وظيفة كل سنة سبعمائة تومانًا ثم انتقل إلى كربلا وتوطن فيها وقام مقدمه في كرمانشاه ابنه الشيخ علي والشيخ المذكور كان ذاكرًا متفكرًا لا يتكلم غالبًا إلا في العلم والجواب عن السؤالات العلمية أصولًا وفروعًا وحديثًا وكان مشغولًا بالتدريس ويدرس أصول الكافي والاستبصار ولم نر منه إلا الخير إلا أن جمعًا من العلماء المعاصرين له قدحوا فيه قدحًا عظيمًا بل حكم بعضهم بكفره نظرًا إلى ما يستفاد من كلامه من إنكار المعاد الجسماني والمعراج الجسماني والتفويض إلى الأئمة وغير ذلك من المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وما رأيت في كلامه ذلك إلا أن الذين يحكى عنهم استفادوه من كلماته وصار هذا داهية عظمى في الفرقة الباجية وذهب جمع من الطلبة بل العلماء الكاملين إلى المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وصار هذا سبيلًا لإضلال جمع من عوام الناس فالطائفة الشيخية في هذا الزمان ولهم مذاهب فاسدة وأكثر الفساد نشأ من أحد تلامذته السيد كاظم الرشتي والمنقول عن هذا السيد مذاهب فاسدة لا أظن أن يقول الشيخ بها بل المنقول أن السيد علي محمد الشيرازي المعروف بالباب الذي يدعي دعاوي فاسدة هو سماه الباب وكذا سمى بنت الحاج ملا صالح القزويني قرة العين، وإن لم يعلم رضاه بما ادعاه الباب وقرة العين، والباب صار سببًا لإضلال جمع كثير من العوام والباب