عن وجود المهدي - عليه السلام - هان عليه الجواب عن كل ما يسأل عنه".
ثم قال: "هذا وقد أطنب صاحب روضات الجنات في وصف هذا الرجل ومدحه وبالغ في الثناء عليه والدفاع عنه، بل مدحه بما لم يمدح به أحدًا من عظماء العلماء وأطال في ذلك بأسجاعه المعلومة، ولا بأس بنقل شيء، منها تفكهًا وعبرة، قال: لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم والمكرمة والحزم وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة وكثرة المعنوية والعلم بالعربية والأخلاق السليمة والقيم المرضية والحكم العلمية والعملية وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة يرمى عنه بعض أهل الظاهر من علمائنا بالإفراط والغلو مع أنه لا شك من أهل الجلالة والعلو، إلى غير ذلك قال: وقد يذكر في حقه أنه كان ماهرًا في أغلب العلوم عارفًا بالطب والقراءة والرياضي والنجوم مدعيًا لعلم الصنعة (أي الكيميا) والإعداد والطلسمات ونظائرها من الأمر المكتوم (وقال) إنه كان شديد الإنكار للطريقة الصوفية الموهونة، بل ولطريقة ملا محسن الكاشي الملقب بالفيض في العرفان بحيث إنه قد ينسب إليه تكفيره (أقول) وهذا موضع المثل (القدر عبر المغرفة فقال يا سوداء يا مقرفة) قال ذهب في أواسط عمره إلى بلاد العجم وأكثر إقامته كان في يزد ثم انتقل منها إلى أصفهان وبقي فيها مدة ثم أراد الرجوع إلى كربلا فلما وصل قرميسين (كرمنشاه) طلب منه أميرها محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه البقاء فيها وذلك خوفًا من وقوع فتنة أو خوفًا عليه أو بطلب من علماء العراق فبقي إلى أن توفي الأمير في سفره إلى حرب بغداد، ووقعت الفتن في إيران فارتحل إلى كربلا، ثم نقل عن تلميذه السيد كاظم الرشتي ما محصله: إنه لما بلغ الشقاق والنفاق بينه وبين من خالفه من فضلاء العراق مبلغه ولم يمكنه دفعه برهة لم يجد بدًا من عرض عقائده الحقة عليهم في مجتمعهم وطلب منهم أن يسألوه عما يريدون فلم يلتفتوا إلى قوله وكتبوا إلى رؤساء البلدان وأهل الحل والعقد من الأعيان أن الشيخ أحمد كذا وكذا اعتقاده فشوشوا أفكار الناس من قبله وأوغروا صدورهم عليه ولم يكفهم ذلك حتى أتوا ببعض كتبه إلى والي بنداد ليظهروا له أن فيها اعتقادات باطلة فخاف من ذلك ولم يمكنه الهرب ولا المقام ثم عزم على قصد بيت الله الحرام وباع كل ما عنده وخرج بأهله وعياله وأولاده مع ضعف بدنه وكبر سنه وشدة خونه فوافاه أجله في هديه على ثلاث مراحل من المدينة المنورة" أ. هـ.
• الأعلام: "متفلسف إمامي، هو مؤسس مذهب الكشفية نسبة إلى الكشف والإلهام يدعيهما وتبعه أتباع ربما قيل لهم "الشيخية" أيضًا، نسبة إلى "الشيخ أحمد" صاحب الترجمة ولهم شطحات وزندقات، وهو مع ذلك شديد الإنكار على طريقة المتصوفة" أ. هـ.
وفاته: سنة (١٢٤١ هـ) إحدى وأربعين ومائتين وألف.
من مصنفاته: "حياة النفس" في العقائد، و "بيان حجة الإجماع بأقسام الشيعة" و "ديوان مراثي أهل البيت الأطهار" و "تفسير سورة الاخلاص" وغيرها.