عليّ صلات معلومة دائمة، فلما أمليت كتابي في البحث عن كيفية التأويلات قطعها عني. وكان لأبي على الجيهاني وزير نصر بن أحمد جوائز يدرها علي، فلما أمليت كتابي القرابين والذبائح حرمينها. قال: وكان الحسين قرمطيا وكان الجيهاني ثنويا. وكان يُرمى أبو زيد بالإلحاد، فحكى عن البلخي أنه قال: هذا الرجل مظلوم، يعني أبا زيد وهو موحد، أنا أعرف به من غيري فإنا نشأنا معًا وإنما أتى من المنطق وقد قرأنا المنطق وما الحدنا بحمد الله" أ. هـ.
• معجم الأدباء: "أحمد بن سهل البلخي أبو زيد: "كان فاضلًا قائمًا بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنفانه طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه. وكان معلمًا للصبيان ثم رفعه العلمُ إلى مرتبة علية".
ثم قال:"وقرأت بخط أبي سهل أحمد بن عبد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين وتصنيفه كتابًا في أخبار أبي زيد البلخي [وأبي القاسم الكعبي البلخي] وأبي الحسن شهيد البلخي فلخصت منه ما ذكرته في تراجم الثلاثة، قال في أخبار أبي زيد: " ... وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علومًا جمّة، وتعمق في علم الفلسفة، وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة، وبرز في علم الطب والطبائع، وبحث عن أصول الدين أتم بحث وأبعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى الحيرة وزل به عن النهج الأوضح، فتارة كان يطلبُ الإمام، ومرة كان يسند الأمر إلى النجوم والأحكام، ثم إنه لما كتبه الله في الأول من السعداء، وحكم بأنه لا يتركه يتسكع في ظلمات الأشقياء، بَصره أرشد الطرق وهداه لأقوم السبل، فاستمسك بعروة من الدين وثيقة، وثبت من الاستقامة على بصيرة وحقيقة؛ فذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضلًا خليعًا لا يبالي ما قال، وكان يُحتمل عنه لِسنّه قال: أذكر إذ كنا عنده وقد قدمت المائدة وأبو زيد يصلي، وكان حسن الصلاة، فضجر البكري من طول صلاته، فالتفت إلى رجل من أهل العلم يقال له محمد الخُجندي فقال: يا أبا محمد ريح الإمامة بعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصلاة وهما يضحكان، قال أبو الحسن: فلم أدر ما ذلك، حتى سالت لا أدري الخجندي أو أبا بكر الدمشقي، فقال أحدهما: أعلم أن أبا زيد في أول أمره كان خرج في طلب الإمام إلى العراق، إذ كان قد تقلد مذهب الإمامية، فعيره البكري بذلك.
قال: وكان حسن الاعتقاد، ومن حسن اعتقاده أنه كان لا يُثبت من علم النجوم الأحكام، بل كان يثبت ما يدل عليه الحسباني. ولقد جرى ذكره رحمه الله في مجلس الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار، وهو الإمام ببلخ والمفتي بها، فأثنى عليه خيرًا وقال: إنه كان قويم المذهب حسن الاعتقاد، لم يقرف بشيء في ديانته كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة، وكل من حضر من الفضلاء والأماثل أثنى عليه ونسبه إلى الاستقامة والاستواء، وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة تدل على قدح في عقيدته. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلم قدوة، وفي كل نوع من أنواعه إمامًا".