أورده في مقدمة كتابه "منبر التوحيد" من أنه جمعه من بعض الكتب السابقة، و (مع ما ييسره الله لي -الحديث للنجم- من بوارق المعارف، وشوارق الأنوار، مما تلقيته عن المعارفين والمحققين ... ومما ألهمني الله تعالى إياه، وألقاه في روعي من أسرار المعارف التي أمطر بها سري ... مما أرجو الله تعالى أن يعيده عليّ من بركاته، وعلى سائر مقلدي طريقي ... من المعتقدين في خيرًا، وإن كنت أعرف منهم بنفسي).
وقد آمن النجم بجميع القضايا التي آمن بها المتصوفة، ومنها:
وجود الأبدال، ويحدثنا عن نفسه في ذلك قائلًا في ترجمة أبي بكر المعصراني المجذوب:(وسألت الله تعالى أن يكشف لي عن مقامه، فرأيته تلك الليلة في المنام في صورة أسد، ثم تحول إلى صورته، وظهر بذلك أنه من الأبدال، فلما كان النهار رأيته وهو في حالته، فضحك إليّ، وقال لي: كيف رأيتني البارحة؟ ). كما آمن بوجود القطب والغوث، ويحدثنا هو عن إيمانه هذا بقوله:(ولما حججت سنة عشر بعد الألف، لقيت الشيخ أحمد -يقصد العيثاوي- يقظة لا منامًا، ونحن سائرون ليلًا من أذرعات إلى مرحلة المفرق فقال لي: يا شيخ نجم الدين، استحضر قلبك في سيرك، فإن القطب معكم في الركب، ثم التفت فلم أرَ أحدًا، وكان -رحمه الله- من أصحاب الأحوال، وهذه الواقعة تدل على أنه كان من الأبدال).
وآمن أيضًا بالأولياء، فقال في وصف شخه العيثاوي:(وكان من رآه يشهد أنه من أولياء الله تعالى).
وقال في ترجمة أبي بكر بن عبد القادر البكري المجذوب:(ولا شك في ولايته، وأخبر بموته قبل وقوعه بسنين، ووجد ذلك على جدران بيته). وكذلك آمن بالمجاذيب، وترجم للعديد منهم، وآمن بوجود الكرامات، وتحدث عن عدد منها لبعض الأشخاص الذين ترجم لهم فقال عن "كرامة" إبراهيم الجباوي: (وأراد ولده الشيخ كمال الدين أن يحجر قبره، فاشترى حجارة من الصالحية، فرأى في تلك الليلة صاحبنا الحاج يونس بن المدرسة الشيخ إبراهيم في المنام، وكان الحاج يونس جاره. قال: رأيته كأنه قاعد في مقعده ببيته على عادته، فقال لي لما دخلت عليه: يا حاج يونس، الحق هذه الجمال الذاهبة إلى المقبرة، حاملة هذه الحجارة الحرام، وقل لهم يرجعوا بها، ما لنا حاجة بهذه الحجارة. ولم يكن الحاج يونس علم أن ولده اشترى حجارة لقبر والده، وأنها نقلت في ذلك اليوم على جمال، فوضعت عند القبر ليحجر بها. فلما أخبرهم بالمنام تنبهوا، فسألوا عن الحجارة فإذا هي منقولة من تبور محجرة كانت بالصالحية، فردوا الأحجار إلى محلها، واشتروا أحجارًا غيرها جديدة القلع من الجبل. وكانت هذه كرامة عظيمة للشيخ إبراهيم المذكور). وآمن النجم بالكشف أيضًا وغيره من قضايا الصوفية".
ثم قد نقل المحقق جزء من مقال نشر في مجلة (الكاتب المصري) المجلد (٢)، السنة (١٩٤٦ م)، العدد (١٢) بقلم بشر فارس حول كتاب (الكواكب السائرة) حيث قال: "إن المترجمين في هذا الجزء يغلب عليهم أمران، الأول: الاشتغال بدراسة الفقه. والثاني: الانقطاع للعبادة،